02‏/11‏/2012

سبب نقص مرويات الإمام علي

بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و من والاه ؛ 

فإني أسوق لحضراتكم هذا الاعتراف الجلي من العالم المنصف النقي الشيخ محمد أبو زهرة والذي يقول فيه كما في كتاب (الإمام الصادق) ص 162 عند كلامه على (الفقه في عصر الإمام الصادق) ما نصه بالحرف :

(وإنه يجب علينا أن نقرر هنا أن فقه علي وفتاويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة بالقدر الذي يتفق مع مدة خلافته ، ولا مع المدة التي كان منصرفا فيها إلى ا
لدرس ، والإفتاء في مدة الراشدين قبله ، وقد كانت حياته كلها للفقه وعلم الدين ، وكان أكثر الصحابة اتصالا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث عليه السلام ، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه ، ولذا كان يجب أن يُذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها.
وإذا كان لنا أن نتعرف السبب الذي من أجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه ، فإنا نقول: انه لابد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من أثار علي في القضاء والإفتاء، لأنه ليس من المعقول أن يلعنون عليا فوق المنابر ، وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه ، وينقلون فتاويه وأقواله للناس، وخصوصا ما كان يتصل منها بأساس الحكم الإسلامي .

والعراق الذي عاش فيه عليّ رضي اللّه عنه وكرّم اللّه وجهه، وفيه انبثق علمه، كان يحكمه في صدر الدولة الأموية ووسطها حكّام غلاظ شداد، لا يمكن أن يتركوا آراء علي تسري في وسط الجماهير الإسلاميّة، وهم الذين يخلقون الريب والشكوك حوله، حتى إنّهم يتخذون من تكنية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (بأبي تراب) ذريعة لتنقيصه، وهو (رضي الله عنه) كان يطرب لهذه الكنية، ويستريح لسماعها; لأنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قالها في محبّة، كمحبّة الوالد لولده".)

تأكيدا ً على ما جاء به الشيخ أبو زهرة يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله في مبحث [الجهر بالبسملة في الصلاة] من تفسيره الكبير : (1/ 181)

( أَنْ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُبَالِغُ فِي الْجَهْرِ بِالتَّسْمِيَةِ، فَلَمَّا وَصَلَتِ الدَّوْلَةُ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ بَالَغُوا فِي الْمَنْعِ مِنَ الْجَهْرِ، سَعْيًا فِي إِبْطَالِ آثَارِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ !) انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق