14‏/04‏/2012

كسر الطغيان إلى التبرأ من نظام آل أبي سفيان




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه المنتجبين

هذه الثورات أكدت صحة ومنهج الخلافة الراشدة القائمة على العدل والمساواة 
والشورى بين المسلمين ، كما قال الله

 (
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم )


وظهر مشايخ ومثقفين من التيار السني الذين أنتبهوا من خطورة التسنن الأموي السلطاني ، كالأستاذ حسن فرحان المالكي والدكتور عدنان إبراهيم وحسن السقاف وأحمد الكبيسي و الدكتور محمد الأحمري .

الدكتور محمد الأحمري ينضم إلى حسن فرحان المالكي وعدنان إبراهيم وأحمد الكبيسي و يطعن في معاوية في جريدة العرب القطرية ، ويقول : 

وهذه الثورات هي تحرير من العبودية للحاكم المستبد، وإنقاذ للإنسان العربي الذي تردى في ظلمات الاستبداد عقودا طويلة، حتى كاد ينسى كرامته وحريته، إن هذا التحرر استعادة لقيم الحرية والاختيار في الإسلام، تلك التي غابت منذ أن أجبر معاوية العرب على حكم يزيد، فحرموا بعدها قرونا متطاولة من المشاركة في اختيار الحاكم. "  انتهي


قال رسول الله صلى الله عليه وآله : 

عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا)
 (
عليها بالنواجذ
البعض يتشندق بهذا الحديث ويفرض عضلاته على الرافضة ، ولكن في حقيقته وواقعه يطبق حديث

عليكم بسنة معاوية وسنة الملوك من بعده ، عضوا عليهم بالنواجذ ) 

ولا أتهم جميع السنة أو السلفية بهذا الفكر السلطاني الذي يقول أطع أميرك وإن جلد ظهرك وأخذ مالك .... فوجدنا الشباب في الوطن العربي لم يأبهوا لهذه الأكاذيب على رسول الله وعلى آله .

وقد بلغ تعصب الذين يوالون السلاطين إلى إنكار حديث الخلافة الراشدة القادمة  بإذن الله

وقال بعضهم : إن آل فلان سيحكمون إلى الأبد !! >> لا حول ولا قوة إلا بالله

فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة. 

فقال
 حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه. فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فَسُرَّ به وأعجبه. 
وروى الحديث أيضًا
 الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري ، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وحسنه الأرناؤوط. 

وللحديث شاهد عن سَفِينَةُ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 الْخِلاَفَةُ فِي أُمّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ. ثُمّ قَالَ سَفِينَةُ: امْسِكْ عَلَيْكَ خِلاَفَةَ أَبي بَكْرٍ، ثُمّ قَالَ: وَخِلاَفةَ عُمَرَ وَخِلاَفَةَ عُثْمانَ، ثُمّ قَالَ لي: امسِكْ خِلاَفَةَ عَلِيّ قال: فَوَجَدْنَاهَا ثَلاَثِينَ سَنَةً. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط. 

وروى الإمام أحمد عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال:
 ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة. وصححه الأرناؤوط. 

أما عن معنى الحديث: فالخلافة على منهاج النبوة هي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، كما هو ظاهر الروايات. أما الملك العضوض، فالمراد به التعسف والظلم. قال ابن الأثير في النهاية:
 (ثم يكون ملك عضوض) أي يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا. والعَضُوضُ: من أبْنية المُبالغة. وفي رواية (ثم يكون مُلك عُضُوض) وهو جمع عِضٍّ بالكسر، وهو الخَبيثُ الشَّرِسُ. ومن الأول حديث أبي بكر (وسَتَرَون بَعْدي مُلْكا عَضُوضاً). اهـ

وأما الملك الجبري، فالمراد به الملك بالقهر والجبر. قال ابن الأثير في النهاية:
 ثم يكون مُلك وجَبَرُوت> أي عُتُوّ وقَهْر. يقال: جَبَّار بَيّن الجَبَرُوّة، والجَبريَّة، والْجَبَرُوت. اهـ

أما عن تحقق ما في الحديث، فقد تقدم أن من السلف من جعله قد تحقق في جميع مراحله، وأن الخلافة الأخرى التي على منهاج النبوة، هي خلافة عمر بن عبد العزيز. لكن قال الألباني في السلسلة الصحيحة:
 ومن البعيد عندي جعل الحديث على عمر بن عبد العزيز؛ لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة، ولم يكن بعد ملكان ملك عاض وملك جبري. والله أعلم. اهـ

فالظاهر -والله أعلم- أننا الآن في الملك الجبري، ويدل على ذلك ما رواه الطبراني عن حاصل الصدفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا، ثم يؤمر بعده القحطاني. فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه. 
ففيه أن المهدي يخرج بعد الجبابرة، فخلافته هي الخلافة الأخرى التي هي على منهاج النبوة، لكن الحديث ضعفه الألباني ، في السلسلة.
 
أما قول السائل: على أي شيء يدل قوله:
 ثم سكت ؟ فالظاهر أنه يدل على تمام الحديث وانتهائه. 

والله أعلم.

لكن البعض لا يكفيه هذا ، ويقول كيف صالح الحسن بن علي ( عليه السلام ) معاوية وأعطاه الخلافة ؟

نقول للحمقى ، أن الحسن بن علي أراد أن يحقن دماء المسلمين فرأى أن يتصالح مع معاوية بشروط ، ومن أهم الشروط كما نقلت الكثير من المصادر التاريخية :-

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين على أن يعمل فيها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين "

نسأل النواصب ، هل إلتزم معاوية بالشرط ، أم غدر وخالف الشرط الذي أبرمه مع الحسن بن علي ؟

نقول : بل خالف وغدر وأجبر الناس على بيعة يزيد بحد السيف والرشوة كما في صحيح البخاري :-

كان مروان على الحجاز ، استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي 
يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً
يا ترى ماذا قال عبد الرحمن بن أبي بكر لمروان ؟ مالذي خفي علينا في البخاري ؟
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8760&idto=8761&bk_no=52&ID=2602

فتح الباري لإبن الحجر العسقلاني 

قوله : ( كان مروان على الحجاز أي أميرا على المدينة من قبل معاوية وأخرج الإسماعيلي والنسائي من طريق محمد بن زياد هو الجمحي قال : " كان مروان عاملا على المدينة " . 

قوله : ( استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له ) في رواية الإسماعيلي من الطريق المذكورة " فأراد معاوية أن يستخلف يزيد يعني ابنه - فكتب إلى مروان بذلك ، فجمع مروان الناس فخطبهم ، فذكر يزيد ، ودعا إلى بيعته وقال : إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا ، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر" . 

قوله : ( فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا ) قيل : قال له : بيننا وبينكم ثلاث ، مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر ولم يعهدوا . كذا قال : بعض الشراح وقد اختصره فأفسده ، والذي في رواية الإسماعيلي :فقال : عبد الرحمن ما هي إلا هرقلية . وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد فقال مروان سنة أبي بكر وعمر فقالعبد الرحمن سنة هرقل وقيصر ولابن المنذر من هذا الوجه : أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم ؟ ولأبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبد الله المدني قال : كنت في المسجد حين خطب مروان فقال : إن الله قد أرى أمير المؤمنين رأيا حسنا في يزيد ، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر ، فقال عبد الرحمن هرقلية ، إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا في أهل بيته ، وما جعلها معاوية 
إلا كرامة لولده " .

عن سعيد بن المسيب قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر - ولم يجرب عليه كذبة قط - ذكر عنه حكاية ؛ أنه لما جاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة قال عبد الرحمن لمروان: جعلتموها والله هرقلية وكسروية.


 يعنى جعلتم ملك الملك لمن بعده من ولده. فقال له مروان: اسكت فإنك أنت الذي أنزل الله فيك وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ فقالت عائشة: والله ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن، إلا أنه أنزل عذري. ويروى أنها بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه لا يصح عنه. وبعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن  يأخذه، وقال: أبيع ديني بدنياي ! ؟



وفي الطبري وابن الاثير ( 158 ) بتفصيل أوفى . وفيه : إن الرسول قال لزياد : لا تفسد على معاوية رأيه ، ولا تبغض إليه ابنه ، وألفي أنا يزيد فأخبره أن أمير المؤمنين كتب إليك يستشيرك في البيعة له وأنك تتخوف خلاف الناس عليه لهنات ينقمونها عليه ، وأنك ترى له ترك ما ينقم عليه . وأن زيادا قبل ذلك ، فقدم الرسول على يزيد فذكر ذلك له ، فكف عن كثير مما كان يصنع ، وكتب زياد معه إلى معاوية يشير بالتؤده وأن لا يعجل ، فقبل منه ، فلما مات زياد عزم على البيعة لابنه يزيد فأرسل إلى عبد الله بن عمر مائة ألف درهم فقبلها فلما ذكر البيعة ليزيد ، قال ابن عمر : هذا أراد ! إن ديني إذن علي لرخيص.

ونرى بعض الناس يرفضون نظام التوريث والإستبداد ولكنه يقبله في معاوية ويضع له تبريرات ما أنزل الله به من سلطان

الدكتور محسن العواجي يغمز معاوية بن أبي سفيان ويقف مع الحسين وعبد الرحمن بن أبي بكر وإبن عمرhttp://www.youtube.com/watch?v=6I3_rytQT8c


معاوية يعترف بأن بيعة يزيد كانت بحد السيف والرشوة

كما نقل الطبري وإبن كثير وغيرهم


أن مُعَاوِيَة لما مرض مرضته الَّتِي هلك فِيهَا دعا يَزِيد ابنه ، فَقَالَ : يَا بني ، إني قَدْ كفيتك الرحلة والترحال ، ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وجمعت لك من جمع واحد

 وإني لا أتخوف أن ينازعك هَذَا الأمر الَّذِي استتب لك إلا أربعة نفر من قريش : الْحُسَيْن بن علي ، وعبد اللَّه بن عُمَرَ ، وعبد اللَّه بن الزُّبَيْرِ ، وعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر

 فأما عَبْد اللَّهِ بن عُمَرَ فرجل قَدْ وقذته العبادة ( أي أشغلته العبادة والزهد ) ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ( فسوف يبايعك )

 وأما الْحُسَيْن بن علي فإن أهل العراق لن يدعوه حَتَّى يخرجوه ، فإن خرج عَلَيْك  فظفرت بِهِ فاصفح عنه ، فإن لَهُ رحماً ماسة وحقا عظيما

 وأما الَّذِي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فإذا أمكنته فرصة وثب ، فذاك ابن الزُّبَيْر فإن هُوَ فعلها بك فقدرت عَلَيْهِ فقطعه إربا إربا.
وزعم معاوية أنه وابنه يزيد أحق الناس بهذا الأمر ! ففي كامل ابن الأثير:3/353: (وخطب معاوية بالمدينة فذكر يزيد فمدحه ، وقال: من أحق منه بالخلافة في فضله وعقله وموضعه؟ ! وما أظن قوماً بمنتهين حتى تصيبهم بوائق تجتث أصولهم ! وقد أنذرت إن أغنت النذر ! ثم أنشد متمثلاً:
قد كنتُ حذرتُك آل المصطلقْ وقلت يا عمرو أطعني وانطلقْ
إنك إن كلفتني ما لم أطق ساءك ما سرك مني من خُلُقْ
دونك ما استسقيته فاحْسُ وذُقْ) . انتهى.
على أن مصادرهم روت أن علياً عليه السلام احتج على معاوية بأن أبا سفيان جاءه ليبايعه بالخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وشهد بأنه أحق الناس بهذا الأمر ! ففي ثقات ابن حبان:2/287 ، وفتوح ابن الأعثم:2/558: (فكتب إليه عليٌّ: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان . أما بعد ، فإنه أتاني كتابك تذكر فيه حسدي للخلفاء ، وإبطائي عنهم والكره لأمرهم ، فلست أعتذر من ذلك إليك ولا إلى غيرك ، وذلك أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وآله واختلفت الأمة قالت قريش: منا الأمير ، وقالت الأنصار: بل منا الأمير ، فقالت قريش: محمد منا ونحن أحق بالأمر منكم فسلمت الأنصار لقريش الولاية والسلطان ، فإنما تستحقها قريش بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار ، فنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر من غيرنا... أما ما ذكرت من قتلة عثمان ، فإني قد نظرت في هذا الأمر فلم يسعني دفعهم إليك . وقد كان أبوك أبو سفيان جاءني في الوقت الذي بايع الناس فيه أبا بكر ، فقال لي: أنت أحق الناس بهذا الأمر من غيرك ، هات يدك حتى أبايعك ، وإن شئت لأملأن المدينة خيلاً ورجلاً على ابن أبي قحافة ، فلم أقبل ذلك ! والله يعلم أن أباك قد فعل ذلك ، فكنت أنا الذي أبيت عليه مخافة الفرقة بين أهل الإسلام ، فإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه لي ، فقد أصبت رشدك ، وإن لم تفعل فسيغني الله عنك . والسلام ! فلما قرأ معاوية الكتاب تهيأ هو ومن معه على المسير إلى علي ! ثم سار يريد العراق . وسار علي من العراق وصلى الظهر بين القنطرة والجسر ركعتين ، وبعث على مقدمته شريح بن هانئ وزياد بن النضر بن مالك ، أمر أحدهما أن يأخذ على شط دجلة ، والآخر على شط الفرات). انتهى.

معاوية قبل الملك

نقلاً من النواصب :- معاوية ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب ، بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، فقد أورد الذهبي في "السير": «جاء أبو مسلم الخولاني و ناس معه إلى معاوية فقالو له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا و الله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، و إنه لأحق بالأمر مني، و لكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـاً، و أنا ابن عمه، و إنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولو له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان و أسلّم لـهُ. فأتوْ علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه .

لاحظوا قبل الملك كان يقول علي أفضل مني وأنا فقط كنت أريد أطالب قتلة عثمان

https://www.youtube.com/watch?v=v7sTkrTyJCw


في صحيح البخاري
حدثني ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سالم ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال وأخبرني ‏ ‏ابن طاوس ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة بن خالد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال

  
‏دخلت على ‏ ‏حفصة ‏ ‏ونسواتها ‏ ‏تنطف ‏ ‏قلت : قد كان من أمر الناس ما ترين فلم يجعل لي من الأمر شيء فقالت الحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة فلم تدعه حتى ذهب فلما تفرق الناس خطب ‏ ‏معاوية

 
‏ ‏قال من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر ‏ ‏فليطلع ‏ ‏لنا ‏ ‏قرنه ‏ ‏فلنحن أحق به منه ومن أبيه
 
قال ‏ ‏حبيب بن مسلمة ‏ ‏فهلا أجبته ؟

 
قال ‏ ‏عبد الله بن عمر : ‏ ‏فحللت ‏ ‏حبوتي ‏ ‏وهممت أن أقول أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام

 
فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك فذكرت ما أعد الله في الجنان
 
قال ‏ ‏حبيب ‏ ‏حفظت وعصمت ‏ 

فتح الباري بشرح صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني 



‏قَوْله : ( هِشَام ) ‏
‏هُوَ اِبْن يُوسُف الصَّنْعَانِيُّ . ‏

‏قَوْله : ( قَالَ وَأَخْبَرَنِي اِبْن طَاوُسٍ ) ‏
‏قَائِل ذَلِكَ هُوَ مَعْمَر , وَاسْم اِبْن طَاوُس عَبْد اللَّه . ‏

‏قَوْله : ( دَخَلْت عَلَى حَفْصَةَ ) ‏
‏أَيْ بِنْتَ عُمَر أُخْتَه . ‏

‏قَوْله : ( وَنَسَوَاتُهَا ) ‏

‏بِفَتْحِ النُّون وَالْمُهْمَلَةِ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَذَا وَقَعَ , وَلَيْسَ بِشَيْءٍ , وَإِنَّمَا هُوَ " نَوْسَاتُهَا " أَيْ ذَوَائِبُهَا , وَمَعْنَى تَنْطِفُ أَيْ تَقْطُرُ كَأَنَّهَا قَدْ اِغْتَسَلَتْ , وَالنَّوْسَاتُ جَمْعُ نَوْسَة وَالْمُرَاد أَنَّ ذَوَائِبَهَا كَانَتْ تَنُوسُ أَيْ تَتَحَرَّك , وَكُلُّ شَيْءٍ تَحَرَّكَ فَقَدْ نَاسَ , وَالنَّوْسُ الِاضْطِرَابُ , وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرْأَةِ فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ " أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ " قَالَ اِبْن التِّين : قَوْله نَوْسَات هُوَ بِسُكُونِ الْوَاو وَضُبِطَ بِفَتْحِهَا , وَأَمَّا نَسَوَات فَكَأَنَّهُ عَلَى الْقَلْبِ . ‏

‏قَوْلُهُ : ( قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ , فَلَمْ يُجْعَل لِي مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) مُرَادُهُ بِذَلِكَ مَا وَقَعَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَة مِنْ الْقِتَالِ فِي صِفِّينَ يَوْمَ اِجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَى الْحُكُومَةِ بَيْنَهُمْ فِيمَا اِخْتَلَفُوا فِيهِ , فَرَاسَلُوا بَقَايَا الصَّحَابَةِ مِنْ الْحَرَمَيْنِ وَغَيْرهمَا وَتَوَاعَدُوا عَلَى الِاجْتِمَاع لِيَنْظُرُوا فِي ذَلِكَ , فَشَاوَرَ اِبْن عُمَر أُخْته فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهِمْ أَوْ عَدَمِهِ فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِاللَّحَاقِ بِهِمْ خَشْيَةَ أَنْ يَنْشَأ مِنْ غَيْبَتِهِ اِخْتِلَافٌ يُفْضِي إِلَى اِسْتِمْرَارِ الْفِتْنَةِ . ‏

‏قَوْله : ( فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ ) ‏

‏أَيْ بَعْدَ أَنْ اِخْتَلَفَ الْحَكَمَانِ , وَهُمَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ وَعَمْرو بْن الْعَاصِ وَكَانَ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَر فِي هَذَا الْحَدِيثِ " فَلَمَّا تَفَرَّقَ الْحَكَمَانِ " وَهُوَ يُفَسِّر الْمُرَادَ وَيُعَيِّنُ أَنَّ الْقِصَّةَ كَانَتْ بِصِفِّينَ , وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الِاجْتِمَاع الْأَخِير الَّذِي كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرِوَايَة عَبْد الرَّزَّاق تَرُدُّهُ , وَعَلَى هَذَا تَقْدِير الْكَلَام , فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ إِلَيْهِمْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ الْحَكَمَانِ فَحَضَرَ مَعَهُمْ , فَلَمَّا تَفَرَّقُوا خَطَبَ مُعَاوِيَة إِلَخْ , وَأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي " كَشْفِ الْمُشْكِلِ " أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى جَعْلِ عُمَر الْخِلَافَةَ شُورَى فِي سِتَّةٍ وَلَمْ يَجْعَل لَهُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْئًا فَأَمَرَتْهُ بِاللِّحَاقِ , قَالَ : وَهَذَا حِكَايَةُ الْحَالِ الَّتِي جَرَتْ قَبْلُ , وَأَمَّا قَوْلُهُ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ , كَانَ هَذَا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ اِبْنَهُ يَزِيدَ وَلِيَّ عَهْدِهِ , كَذَا قَالَ وَلَمْ يَأْتِ لَهُ بِمُسْتَنَدٍ , وَالْمُعْتَمَدُ مَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة عَبْد الرَّزَّاقِ . ثُمَّ وَجَدْت فِي رِوَايَةِ حَبِيبِ بْن أَبِي ثَابِتٍ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : " لَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي اِجْتَمَعَ فِيهِ مُعَاوِيَة بِدَوْمَةَ الْجَنْدَلِ قَالَتْ حَفْصَةُ : إِنَّهُ لَا يَجْمُلُ بِك أَنْ تَتَخَلَّفَ عَنْ صُلْحٍ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ . وَأَنْتَ صِهْر رَسُولِ اللَّهِ وَابْن عُمَرَ بْن الْخَطَّاب , قَالَ فَأَقْبَلَ مُعَاوِيَة يَوْمئِذٍ عَلَى بُخْتِيٍّ عَظِيمٍ فَقَالَ : مَنْ يَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَوْ يَرْجُوهُ أَوْ يَمُدُّ إِلَيْهِ عُنُقَهُ " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ . ‏

‏قَوْله : ( أَنْ يَتَكَلَّم فِي هَذَا الْأَمْر )
 
‏أَيْ الْخِلَافَة . ‏

‏قَوْله : ( فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ ) ‏

‏بِفَتْحِ الْقَاف , قَالَ اِبْن التِّين يُحْتَمَل أَنْ يُرِيدَ بِدْعَتَهُ كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ الْآخَرِ " كُلَّمَا نَجَمَ قَرْنٌ " أَيْ طَلَعَ قَرْنٌ , وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى فَلْيُبْدِ لَنَا صَفْحَةَ وَجْهِهِ , وَالْقَرْنُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ فِي الْوَجْهِ , وَالْمَعْنَى فَلْيُظْهِرْ لَنَا نَفْسَهُ وَلَا يُخْفِيهَا . قِيلَ : أَرَادَ عَلِيًّا وَعَرَّضَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ , وَقِيلَ : أَرَادَ عُمَرَ وَعَرَّضَ بِابْنِهِ عَبْد اللَّهِ , وَفِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيمِ عُمَرَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَبِيبِ بْنَ أَبِي ثَابِت أَيْضًا قَالَ اِبْن عُمَر : مَا حَدَّثْت نَفْسِي بِالدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمَئِذٍ أَرَدْت أَنْ أَقُولَ لَهُ يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ ضَرَبَك وَأَبَاك عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ , فَذَكَرْت الْجَنَّةَ فَأَعْرَضْت عَنْهُ . وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ إِدْخَالِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ , لِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ قَائِدَ الْأَحْزَابِ يَوْمَئِذٍ . ‏

‏قَوْله : ( قَالَ حَبِيب بْن مَسْلَمَةَ ) ‏

‏أَيْ اِبْن مَالِكٍ الْفِهْرِيّ , صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ , وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ , وَكَانَ قَدْ سَكَنَ الشَّامَ وَأَرْسَلَهُ مُعَاوِيَةُ فِي عَسْكَرٍ لِنَصْرِ عُثْمَانَ فَقُتِلَ عُثْمَانُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ , فَرَجَعَ فَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَوَلَّاهُ غَزْوَةَ الرُّومِ , فَكَانَ يُقَالُ لَهُ حَبِيبُ الرُّومِ لِكَثْرَةِ دُخُولِهِ عَلَيْهِمْ وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَة . ‏

‏قَوْله : ( فَهَلَّا  أَجَبْته ) ‏

‏أَيْ هَلَّا  أَجَبْت مُعَاوِيَةَ عَنْ تِلْكَ الْمَقَالَةِ , فَأَعْلَمَهُ اِبْنُ عُمَرَ بِاَلَّذِي مَنَعَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ : حَلَلْت حُبْوَتِي إِلَخْ , وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَبْد الرَّزَّاقِ عِنْدَ قَوْله : " فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ " يُعَرِّضُ بِابْنِ عُمَرَ فَعَرَفَ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ مُنَاسَبَةَ قَوْلِ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ لِابْنِ عُمَرَ : هَلَّا أَجَبْته . وَالْحُبْوَةُ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ثَوْبٌ يُلْقَى عَلَى الظَّهْرِ وَيُرْبَطُ طَرَفَاهُ عَلَى السَّاقَيْنِ بَعْدَ ضَمِّهِمَا . ‏

‏قَوْله : ( مَنْ قَاتَلَك وَأَبَاك عَلَى الْإِسْلَامِ ) ‏

‏يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ الْخَنْدَقِ , وَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْمُقَاتَلَةِ عَلِيٌّ وَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَهَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ , وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ . وَمِنْ هُنَا تَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ إِدْخَالِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ لِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ وَالِدَ مُعَاوِيَةَ كَانَ رَأْسَ الْأَحْزَابِ يَوْمَئِذٍ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَبِيبِ بْن أَبِي ثَابِت أَيْضًا " قَالَ اِبْن عُمَر فَمَا حَدَّثْت نَفْسِي بِالدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمَئِذٍ , أَرَدْت أَنْ أَقُولَ لَهُ يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ قَاتَلَك وَأَبَاك عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ فَذَكَرْت الْجَنَّةَ فَأَعْرَضْت عَنْهُ " وَكَانَ رَأْيُ مُعَاوِيَةَ فِي الْخِلَافَةِ تَقْدِيمُ الْفَاضِلِ فِي الْقُوَّةِ وَالرَّأْيِ وَالْمَعْرِفَةِ عَلَى الْفَاضِلِ فِي السَّبَقِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ وَالْعِبَادَةِ , فَلِهَذَا أَطْلَقَ أَنَّهُ أَحَقُّ , وَرَأْيُ اِبْنِ عُمَرَ بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ لَا يُبَايَعُ الْمَفْضُولُ إِلَّا إِذَا خَشِيَ الْفِتْنَةَ , وَلِهَذَا بَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ اِبْنه يَزِيد وَنَهَى بَنِيهِ عَنْ نَقْضِ بَيْعَتِهِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْفِتَنِ , وَبَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْن مَرْوَانَ . ‏

‏قَوْله : ( وَيَحْمِل عَنِّي غَيْرَ ذَلِكَ ) ‏

‏أَيْ غَيْرَ مَا أَرَدْت , وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ مُنْقَطِعَةٍ عِنْدَ سَعِيد بْن مَنْصُورٍ أَخْرَجَهَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : " نُبِّئْت أَنَّ اِبْنَ عُمَرَ لَمَّا قَالَ مُعَاوِيَةُ مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَمَنْ يُنَازِعُنَا , فَهَمَمْت أَنْ أَقُولَ الَّذِينَ قَاتَلُوك وَأَبَاك عَلَى الْإِسْلَامِ , فَخَشِيت أَنْ يَكُونَ فِي قَوْلِي هِرَاقَةُ الدِّمَاءِ , وَأَنْ يُحْمَلَ قَوْلِي عَلَى غَيْرِ الَّذِي أَرَدْت " . ‏

‏قَوْله : ( فَذَكَرْت مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَان ) ‏

‏أَيْ لِمَنْ صَبَرَ وَآثَرَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا . ‏

‏قَوْله : ( قَالَ حَبِيب ) ‏

‏أَيْ اِبْن مَسْلَمَةَ الْمَذْكُورَ " حُفِظْت وَعُصِمْت " بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا أَيْ أَنَّهُ صَوَّبَ رَأْيَهُ فِي ذَلِكَ . وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْمَذْكُورَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ . ‏
الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 4/12
وقال جويرية بن أسماء كان بسر بن أرطأة عند معاوية فنال من علي وزيد بن عمر بن الخطاب حاضر وأمه أم كلثوم بنت علي فعلاه بالعصا وشجه فقال معاوية لزيد عمدت إلى شيخ من قريش وسيد أهل الشام فضربته وأقبل على بسر فقال تشتم عليا وهو جده وهو ابن الفاروق على رؤوس الناس أترى أن يصبر على ذلك ؟ فأرضاهما جميعا .
تاريخ الإسلام، الذهبي، 4/58
زيد بن عمر بن الخطاب ، القرشي العدوي ، وأمه أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء . قال عطاء الخراساني : توفي شابا ولم يعقب . وقال أبو عمرو بن العلاء ، عن رجل من الأنصار ، عن أبيه قال : وفدنا مع زيد بن عمر إلى معاوية ، فأجلسه على السرير ، وهو يومئذ من أجمل الناس ، فأسمعه بسر بن أبي أرطأة كلمة ، فنزل إليه زيد فخنقه حتى صرعه ، وبرك على صدره ، وقال لمعاوية : إني لأعلم أن هذا عن رأيك وأنا ابن الخليفتين.ثم خرج إلينا زيد وقد تشعث رأسه وعمامته ، ثم اعتذر إليه معاوية ، وأمر له بمائة ألف ، وأمر لكل واحد منا بأربعة آلاف ، ونحن عشرون رجلا . يقال أصابه حجر في خربة ليلا فمات .

شهادة معاوية ( الثاني ) بن يزيد بن معاوية القرشي
الآن فهمت لماذا كل الكتب عن الدولة الأموية لا تذكر معاوية بن يزيد ولو بنصف صفحة !!!

وافضيحتاه ...


أتكتمون الحقائق عنا يا نواصب ؟

http://www.youtube.com/watch?v=xGyIg21OPt8
خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية في ذمّ أبيه و جدّه!

قال ابن حجر في الصواعق المحرقة: ومات ـ يعني يزيد بن معاوية ـ سنة أربع و ستّين لكن عن ولد شاب صالح عهد إليه فاستمرّ مريضاً إلى أن مات، و لم يخرج إلى الناس و لا صلّى بهم و لا أدخل نفسه في شيء من الاُمور، و كانت مدّة خلافته أربعين يوماً، و قيل: شهرين، و قيل: ثلاثة أشهر، و مات عن إحدى و عشرين سنة، و قيل: عشرين.

قال: و من صلاحه الظاهر أنّه لمّا ولي صعد المنبر فقال: إنّ هذه الخلافة حبل الله و أنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله و مَن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )، و ركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ قلّد أبي الأمر و كان غير أهل له و نازع ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، فقصف عمره، و انبتر عقبه، و صار في قبره رهيناً بذنوبه، ثمّ بكى و قال: مِنْ أعظم الاُمور علينا علمنا بسوء مصرعه و بؤس منقلبه، و قد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه ( و آله ) و سلّم، و أباح الخمر و خرّب الكعبة، و لم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها، فشأنكم أمركم، والله لئن كانت الدُّنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، و لئن كانت شرّاً فكفى ذرّية أبي سفيان ما أصابوا منها، ثمّ تغيّب في منزله حتّى مات بعد أربعين يوماً ـ كما مرّ ـ فرحمه الله أنصف من أبيه و عرف الأمر لأهله.

ما قال معاوية بن يزيد كما يقولون البعض :- إجتهدا فأخطأ وله أجر  ... ولا برر لهم   هذه التبريرات السخيفة... لكن هذا الهوى الأموي الذي في قلوبكم يعميكم عن الحق .