21‏/10‏/2012

ما سبب تقرمط الزيدية في اليمن ؟


بعد أن قرأ تصريحات المرتضى المحطوري حول الجهاد في سوريا

http://www.aljumhor.net/pdf/20120915213/09.pdf

سؤال من
Abdul Rahmaan :  الأن فهمنا هنا أن الزيدية في اليمن يناصرون القرامطة بسبب عقدهم النفسية من الوهابية، وهكذا يصبح أقوى فكر وأصلح فكر للأمة أي الفكر الزيدي مقودا بعقد نفسية تجعله لاهثا خلف اوهام الإمامية الذين تقرمطوا منذ 1979، وهذا يعني أن الأمة بلا نور في نهاية النفق لأن الفكر الوهابي متخلف متحجر مبتدع والفكر الإمامي خرافي ضال والفكر الزيدي مندثر في حين أنه يحمل بذور جمع الأمة. نحن الآن عام 2012 ولما تنبثق حركة فكرية عميقة الجذور تعيد صياغة علم أصول الدين وستكون حتما قريبة من أصول الزيدية


ما رأيك بهذا الكلام من الاخ الزيدي ؟

الجواب من الشيخ المرتضى بن زيد بن زيد المحطوري :

هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا ؛ أولا: لا يقدر أحد أن ينكر دور الإمام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس المذهب الزيدي، ودور أولاده حتى عصر الإمام أحمد بن سليمان، وعبدالله بن حمزة في الصراع المرير مع القرامطة فكرًا وقتالا.


  ب 2 الزيدية بعيدة المنال على القرمطة والجعفرة والويهبة؛ وهذا لمن هو عارف بقواعد المذهب. أما الجهلة والعوام من أي مذهب فهم أتباع كل ناعق، لكن الأكثر استهدافا هم أتباع المذهب الزيدي؛ لعدة أسباب:

السبب الأول: انفتاح المذهب الزيدي، وتسامحه، وعدم ميل أئمته وعلمائه إلى شحن أتباعهم بالكراهية والبغضاء للآخرين؛ فتركوهم أصحاب قلوب بيضاء .

السبب الثاني: الفقر الذي دفع بالكثير إلى طلب الرزق، ولو تحت ظل الوهابية أو الجعفرية؛ فقد كاد الفقر أن يكون كفرا.

السبب الثالث: قرب اليمن من المملكة وتركيز المسئولين وأصحاب القرار هناك على نشر الفكر الوهابي؛ ليتم من خلاله ترويض اليمنيين لتمرير المصالح والسياسات .

السبب الرابع: القيادة المتخلفة في اليمن، وسيطرة العسكر المغرقين في الجهل والأمية، والذين زرع في أفكارهم أن المذهب الزيدي والهاشميين هم الخطر؛ فاشتد استهدافهم عسكريا وفكريا عبر النواصب والواهبية ومن دار في فلكهم؛ فأضحى المذهب الزيدي كالثور المصروع الذي كثرت عليه السكاكين؛ فهو مثخن بالجراح، ودمه نازف.

السبب الخامس: تفرق أبناء الزيدية والهاشميين خاصة؛ فكل واحد ممن له منبر في مسجد أو قليل من الطلاب يتوهم أنه أبو المذهب وأمه ؛ فانصرفوا من الإخاء إلى العداء، ومن التعاون إلى التناحر، إلا من عصم الله.

السبب السادس: الهفوات القاتلة التي وقع فيها نظام بيت حميد الدين؛ إذ يصدق على الإمام أحمد رحمه الله قول القائل: أنا وبعدي الطوفان!! حتى لم يعتبر أبناء الإمام يحيى الأكارم بما جرى لهم وجرى لليمنيين معهم ؛ فكانوا يتناحرون وهم على أبواب صنعاء
السبب السابع: الصراع الشديد بين الجعفرية الممثلة بإيران، والوهابية الممثلة بالمملكة السعودية، ومحاولة كل طرق أن يستقطب الأنصار والأعوان، وإن كانت الوهابية أثقل وطأ وأكثر انتشارا؛ نظرا لقربها ، وغناها الفاحش.

ورغم كل هذا فما زالت هناك ومضات خير ، وأمل بأن ينهض المذهب العظيم من كبوته ، وأن يستعيد دوره الرائد في نشر العدل والتوحيد والاجتهاد مع إحياء دور العقل والنقل ،ومجابهة الظالم، وعدم الإفراط والتفريط في شأن أهل البيت عليهم السلام، وصحابة النبي رضي الله عنهم.

وأتمنى من الحركة الزيدية الناشئة أن تستهلم الإمام الكبير علي بن أبي طالب كيف كان وفيا لدينه ونبيه؟ وكيف نصر الإسلام بسنانه ولسانه وأبنائه؟ 

والمطلوب أن نكون سباقين في ميادين العلم، والتفوق، والتطور ،والبناء ، وجهاد النفس قبل جهاد العدو والظالم؛ وليس لدينا أي عقد ، ولو نزلت المصائب على غيرنا لدكت الجبال، ولجعلتها هباء منبثا؛ ولكنا صابرون محتسبون صامدون ننتظر من الله النصر والعز والتوفيق والفرج ، وأن ينتصف لنا ممن ظلمنا.
والله الموفق ،،،