03‏/11‏/2012

كيف أصبحوا السنة والرافضة والخوارج ؟

توضيحات مهمة حيال أهل السنة والشيعة الإمامية:
أرجو، ثم أرجو أن تقرؤوها بهدوء، ثم لا يتفلسف علينا إلا أهل الاختصاص فأنا إنما أكتب إليهم وللعقلاء، أما العامة والجهلة؛ فإن أحبوا أن يستفيدوا؛ فمرحبا، وإلا فليلزموا حدودهم، وليبكوا على جهلهم العريض، فيكفيهم عيباً أنهم لم يطلبوا العلم!
من المسلم به في الصدر الأول من تاريخ الإسلام أنّ عليّاً عليه السلام خرج عليه طوائف من المسلمين (انتبه إلى كلمة من المسلمين) وجميعهم كان مخطئاً في خروجه عليه وظالماً له كما هو منصوص عليه في كتب الإجماع عند أهل السنة.
- فخرج عليه طلحة والزبير وعائشة (رضي الله عنهم) ومن معهم، وفعلوا أفعالا في البصرة منها قتل (665) مسلماً، ونتفوا لحية الصحابي الجليل عثمان بن حنيف وأهانوه وطردوه حتى من منزله إلى الصحراء وأخذوا ما في بيت مال المسلمين في البصرة إلخ مما يعلمه أهل العلم، لكنه لا يدرس في مجالس الوعظ حتى لا تعلمه العامة... فهل كان عليّ ومن معه شيعة، أم رافضة، أم كانوا هم أهل السنة، وكان من يحاربه هم البغاة الظالمين؟
هل يستطيع واحد من علماء أهل السنة أن يعارض حرفاً واحداً مما ذكرته هنا بعلم؟ يستحيل!
- وخرج على عليّ معاوية وأهل الشام تحت ذريعة (الثأر لعثمان) والثأر مصطلح جاهليّ ليس له في الإسلام وجود البتة، إنما هناك قاتل ومقتول وولي الدم، وولي أمر المسلمين.
وولي أمر المسلمين ليس مطالباً أن يسلم القاتل لأولياء الدم من دون أن يرفعوا لديه دعوى، ومن دون أن يحددوا اسم القاتل وصفته ومن دون أن يقيموا أدلة الإثبات على أن من اتّهموه هو القاتل فعلاً.
ومعاوية يتكلم بلغة الجاهلية (الثأر) وعليّ يطالبه ومن معه بالخضوع لأمر الله وتحقيق ما تقدم.
لكن المسألة هي أنّ معاوية كان أميراً على الشام عشرين سنة، وكان يرتع في خيراتها ويلبس الذهب والحرير والديباج، وعهده بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قليل المدة، فكيف يترك هذا العزّ والسلطان ليحاسبه ابن أبي طالب حتى على الشراب الذي كان يشربه؟ إن هذا من المحال بالنسبة لأمثاله.
المهم هل كان عليّ ومعه سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكبار التابعين من الشيعة أو من الرافضة، أو كانوا هم أهل السنة، وكان معاوية ومن معه هم البغاة الظالمين بإجماع أهل السنة؟
- وخرج على عليّ طائفة من الخورارج بقيادة عبدالله بن وهب الراسبيّ، فدعاهم وحذرهم وتاركهم وشأنهم حتى سفكوا الدم الحرام.فهل كان عليّ ومن معه شيعةً أم رافضة، أو كانوا هم أهل السنة، وكان مخالفوه هم البغاة الظالمون بإجماع أهل السنة، وبقوله هو (إخواننا بغوا علينا، فنصرنا عليهم؟)
فكيف انقلب أتباع عليّ بعد مقتله إلى شيعة ورافضة ونادقة؟
وكيف انقلب أتباع معاوية البغاة الظالمين إلى أهل سنة؟
هل فكرتم يا معاشر أهل السنة وأنتم تتباهون باستعلائكم بالجواب على هذا السؤال؟
هل تعلمون أنّ قاعدتكم السياسية النتنة القذرة (إذا خرج إمام البغاة على إمام العدل، فغلبه ونفذت أحكامه على الرعية؛ صار إمام البغاة هو إمام العدل، تجب طاعته ويحرم الخروج عليه) وبناء على هذه القاعدة السياسية الوسخة؛ حكم أهل السنة على مدار التاريخ بعد معاوية طغاة بغاة مجرمون، وكانوا يخضعون لهم خضوع الشياه لجزاريها!
أفهمتم الآن أنّ الأولى بأهل السنة أن يستحيوا على أنفسهم من مناصرتهم للطغاة والبغاة، وأنّ الشيعة الثائرين والخوارج الثائرين على الطغاة؛ هم أفضل منهم في هذه الناحية السياسية.
وأنّ الأولى بهم أن يخجلوا من دفاعهم عن أي طاغية ظالم حتى لو كان صحابياً؟
فالصحبة مرتبة شريفة عظيمة، لكنها لم تعصم من الردة ولم تعصم من النفاق، فكيف تعصم من الظلم وارتكاب الكبائر؟
إذا غدا هذا واضحا لدى من يفهم؛ فيجب معرفة الآتي :
إنّ أهل السنة أتباع عليّ انقسموا قسمين:
فقسم انخرطوا في مجتمع الحاكم الأموي الظالم الباغي، وتأصر هذا القسم بالنصب المستشري هناك، ثم جاء الجيل الثاني والثالث أكثر نصباً وحقداً، فهؤلاء أنتم يا أهل السنة من ذرياتهم !!
ثم حاول العلماء من أهل السنة أن ينصفوا آل البيت ويشيعوا فضائلهم في أيام الدولة السلجوقية والأيوبية، فخفّ النصب في بلاد الشام في القرن السادس الهجري في بلاد الشام، وفي القرن السابع الهجري في العراق، كما يقول الذهبي رحمه الله تعالى.
والقسم الثاني من أهل السنة؛ ثبتوا على ولائهم لآل البيت، ورفضوا البراءة منهم ومن لعنهم على المنابر، كما فعل أجدادكم المنحازون إلى النواصب، فسماهم بنو أمية شيعة عليّ، أو الشيعة، وحاربوهم وضيقوا عليهم ومنعوهم الأرزاق، حتى اضطر عدد كبير من علماء آل البيت للخروج على ساداتكم الطغاة الظالمين، فخرج الحسين بن علي (هل كان شيعياً؟) وخرج حفيده (زيد بن عليّ بن الحسين) فهل كان شيعياً، وخرج يحيى بن زيد، وخرج إبراهيم بن عبدالله بن الحسن وخرج وخرج، اقرؤوا كتاب (مقاتل الطالبيين) فسترون مئاتٍ من آل البيت خرجوا على طغاة أزمنتهم لعلهم يعيدون الأمة إلى مسارها الصحيح، بينما استكان أجدادكم تحت سلطان الظلم، وشاعت كلمتهم المشهورة (الذي يتزوج أمي؛ أسميه عمي!)
هل تعلمون يا أهل الشام لماذا يسمى عندنا الحذاء الخفيف (زنوبة) تشبيها لبنت علي (زينب) عليها السلام بها !
وهل تعلمون يا أهل الشام أن أقبح شتيمة توجه إلى رجل محترم أن يقال له (بابا حسن) يعني إذا شبهوه بعلي أبي حسن !
وهل تعلمون يا أهل الشام أنكم تستعملون حتى اليوم كلمة (حسن صبي) تنادون بها البنت القوية، تشبيها للإمام الحسن بن علي الذي حقن دماء المسلمين بتنازله لمعاوية بالبنت؛ لأنه لم يحارب ولم يقاوم كما ينبغي للرجال.
هل ينكر شامي واحدٌ أنّ أهل بيته حتى اليوم يستعملون هذه الألفاظ وعشرات غيرها، وهم لم يفكروا يوماً (علام تدلّ) !
فبالله عليكم، أليس الأولى أن تخجلوا من أنفسكم، وتستحيوا من التبجح بأنكم الطائفة المنصورة، وأنكم وحدكم أهل الحق، وأن الباقين أهل بدعة وضلالة؟
ألا تستحيون أن يسبّ عشرات من علمائكم السابقين الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه لأنه كان يرى (جواز الخروج على الحاكم الظالم) حتى نقل الناصبي عبدالله بن أحمد أكثر من خمسين نصاً بتكفيره لأنه (يرى السيف على أمة محمد) يعني يرى الخروج على الطغاة!
وأنتم اليوم غيّرتم جلدكم وخرجتم على الطغاة تشبها بالشيعة والخوارج الذين كانوا منذ قرون يجوّزون الخروج على الطغاة قبلكم.
فهل يحقّ لكم أن تفخروا أو يجب أن تستحيوا من عونكم للظالمين على المؤمنين على مدار هذا التاريخ السياسي الحزين؟
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون !
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، إي والله إنهم لا يعلمون.

02‏/11‏/2012

سبب نقص مرويات الإمام علي

بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و من والاه ؛ 

فإني أسوق لحضراتكم هذا الاعتراف الجلي من العالم المنصف النقي الشيخ محمد أبو زهرة والذي يقول فيه كما في كتاب (الإمام الصادق) ص 162 عند كلامه على (الفقه في عصر الإمام الصادق) ما نصه بالحرف :

(وإنه يجب علينا أن نقرر هنا أن فقه علي وفتاويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة بالقدر الذي يتفق مع مدة خلافته ، ولا مع المدة التي كان منصرفا فيها إلى ا
لدرس ، والإفتاء في مدة الراشدين قبله ، وقد كانت حياته كلها للفقه وعلم الدين ، وكان أكثر الصحابة اتصالا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث عليه السلام ، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه ، ولذا كان يجب أن يُذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها.
وإذا كان لنا أن نتعرف السبب الذي من أجله اختفى عن جمهور المسلمين بعض مرويات علي وفقهه ، فإنا نقول: انه لابد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من أثار علي في القضاء والإفتاء، لأنه ليس من المعقول أن يلعنون عليا فوق المنابر ، وأن يتركوا العلماء يتحدثون بعلمه ، وينقلون فتاويه وأقواله للناس، وخصوصا ما كان يتصل منها بأساس الحكم الإسلامي .

والعراق الذي عاش فيه عليّ رضي اللّه عنه وكرّم اللّه وجهه، وفيه انبثق علمه، كان يحكمه في صدر الدولة الأموية ووسطها حكّام غلاظ شداد، لا يمكن أن يتركوا آراء علي تسري في وسط الجماهير الإسلاميّة، وهم الذين يخلقون الريب والشكوك حوله، حتى إنّهم يتخذون من تكنية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (بأبي تراب) ذريعة لتنقيصه، وهو (رضي الله عنه) كان يطرب لهذه الكنية، ويستريح لسماعها; لأنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قالها في محبّة، كمحبّة الوالد لولده".)

تأكيدا ً على ما جاء به الشيخ أبو زهرة يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله في مبحث [الجهر بالبسملة في الصلاة] من تفسيره الكبير : (1/ 181)

( أَنْ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُبَالِغُ فِي الْجَهْرِ بِالتَّسْمِيَةِ، فَلَمَّا وَصَلَتِ الدَّوْلَةُ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ بَالَغُوا فِي الْمَنْعِ مِنَ الْجَهْرِ، سَعْيًا فِي إِبْطَالِ آثَارِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ !) انتهى.

01‏/11‏/2012

الإمام علي بين النص الجلي والخفي

الرد على السبيئة

لأن بعض الناس يخلطون بين الامامية والزيدية في تعريف الامامة 

الزيدية لا يقولون بان الامام علي بن أبي طالب منصب من الله بنص تام جلي

وإنما يقولون بان الامام علي وصي رسول الله الذي بين فضائله التي تدل على أحقيته في الخلافة وهذا هو النص الخفي 

واما قول بعض الائمة بانه نص جلي ... فانهم يقصدون بأنخ جلي من حيث باب تبيان فضائل وأحقية  الإمام علي عليه السلام

وللمزيد من المعلومات ... رجعوا كتاب الشوكاني 
العقد الثمين في اثبات وصاية امير المؤمنين الشوكاني.http://www.mediafire.com/?jgj3bit622fg8ls

قال الإمام المنصور عبدالله بن حمزة (ع) في كتاب العقد الثمين : ((أمَّا الخلاف في النص: فمذهبنا أن النص عليه ـ عليه السلام ـ من الكتاب والسنة نصٌ لا يعلم المراد منه بظاهره ضرورة، ولا بد من الإستدلال، وترجيح ما نقول فيه على سائر الأقوال، مع إجماعنا على أن النص في نفسه معلوم ضرورة من الله سبحانه ومن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وإنما الخلاف في المقصود منه، والمراد به، ويخالفنا في ذلك الغلاة، والإمامية)).

وقال في الشافي : ((ولا نقول بأن النص جلي فإنهم علموا قصد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة وخالفوه عنوة بل هذا إنما يلزم من قال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص على علي نصاً جلياً , واضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد منه , وهؤلاء الإمامية ومن تبعهم على غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية توصلاً إلى الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , أما عند فضلاء الزيدية ومن شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل التأويل , بل يحتاج إلى النظر من الدليل)).
قال الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة (ع) : ((والمراد بكون النص خفياً أن المراد منه ليس معلوماً بالضرورة من قصده وإنما يدرك بنوع من النظر والاستدلال ويحصل المقصود منه بنظر خفي كسائر الأمور النظرية، وهذا ما ذهب إليه أئمة العترة)).

واليكم بهذا الكتاب الجميل
المجموع المنصوري

الجزء الأول
للإمام المنصور بالله أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة بن سليمان عليه السلام

كتاب العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
http://www.almahatwary.org/p8-1-qq.htm

http://www.4shared.com/file/7W8148Bm/_____________.html

[وجوه الخلاف بين الشيعة في علي عليه السلام]

فالخلاف بين الشيعة في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام في وجوه:
- أحدها: في كيفية النص عليه عليه السلام بعد اتفاقهم على ثبوت إمامته بالنص.
- وثانيها: في حاله بعد ظهور قتله وإخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، وإخبار علي عليه السلام بذلك من بعده، وكون ذلك معلوماً بالضرورة.
- وثالثها: في حكم المتقدمين عليه المخالفين له.

[الخلاف في النص]
أمَّا الخلاف في النص: فمذهبنا أن النص عليه عليه السلام من الكتاب والسنة نصٌ لا يعلم المراد منه بظاهره ضرورة، ولا بد من الإستدلال، وترجيح ما نقول فيه على سائر الأقوال، مع إجماعنا على أن النص في نفسه معلوم ضرورة من الله سبحانه ومن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وإنما الخلاف في المقصود منه، والمراد به، ويخالفنا في ذلك الغلاة، والإمامية.
فأمَّا الغلاة: فمذهبهم يخرج عن الإسلام ؛ لأنهم يفترقون على ثلاث فرق:
- فرقة زعمت أنه تعالى ظهر في الأئمة على ما لم يزل عليه في القدم.
- وفرقة زعمت أنه ظهر على صورة البشر.
- وفرقة زعمت أنه فوض إلى الأئمة الخلق والرزق، ومن قال إنه يظهر في صورة البشر قال إنه احتجب بالأئمة فعندهم عليَّ هو الله، تعالى عما يقولون علواً كبيراً، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم عندهم رسول علي عليه السلام، فكيف ينبغي أن يذكر من هذه حاله في فرق الإسلام؟؟ ولا نرد عليهم إلاَّ ما نرد على المشبهة والثنوية، وإنما أضفناهم إلى التشيع للتسمية لا غير.

[السبأية والإمام علي]

وأول من أسس هذه المقالة ابن سبا لعنه الله ؛ لأن علياً عليه السلام لما تجهز لغزو الشام ونهد إلى معاوية في الجنود العظيمة، فيهم أربعون ألف مستميت قد تبايعوا على الموت، وقد قدم عليه السلام كتاباً إلى معاوية لعنه الله فيه قاصمة الظهر، قال في فصلٍ منه: والله لئن جمعتني وإياك صروف الأقدار لا رجعت إلى أهلٍ ولا مالٍ حتى يقضي الله بيني وبينك ما هو قاض، فلما [أن] رأى معاوية أليته عليه السلام ضاق به أديمه، ولم يسعه مجلسه، فاستنفر علي عليه السلام الناس، فنفروا وعسكروا بالمدائن وتخلف علي عليه السلام في المصر لاستحثاث الناس ولصلاة الجمعة، فاغتاله عدو الله ابن ملجم لعنه الله، وقد خرج إلى مسجده لورد تهجده، فضربه فقتله، فبلغ الخبر إلى المدائن بقتله، فأنكر ذلك ابن سبا أشد الإنكار، فقال: ما قتل، ولا ينبغي أن يقتل، فجاءوا إليه بمن شهد أنه عليه السلام ضرب على هامته حتى وصل السيف إلى أم دماغه، وكثر الحاكي لذلك، فقال لهم: والله لو اتيتموني بدماغه في سبعين صرة ما أقررت لكم أنه مات، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصائه إلى الحق كما يسوق الراعي غنمه إلى الماء، ولكن رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم إلى غير ذلك من الجهالات التي سردها، واتبعه على ذلك طائفة من الجهَّال، والجهل لا غاية له، والجهال لا سبيل إلى تعيينهم على التفصيل فهؤلآء زادوا على النص والإمامة فنقصوا بزيادتهم، وخرجوا من جملة أهل ملتهم.
[عقيدة الإمامية في علي عليه السلام]

وأمَّا الإمامية: فزعموا أن النص جلي بحيث نعلم أن الجميع اضطروا إلى العلم بالمراد به، وأن الكل علم أن قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن علياً إمام الأمة بعده بلا فصل دون أبي بكر وعمر وعثمان، وأن من تقدم علياً عليه السلام مكابر عامل بخلاف ما علم ضرورة من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الصحابة كابروا وباهتوا في أمره عليه السلام، ورجال الإمامية المؤسسين للكلام في الإمامة هشام بن الحكم، وهشام بن سالم، وكانا يقولان بالتشبيه ذكره الحاكم رحمه الله في كتابه المسمَّى (شرح العيون)، وذكره الشيخ العالم [الدَّيِّن] أبوالحسن علي بن الحسين بن محمد الزيدي شياه سريجان في (المحيط بالإمامة).ومن رجالهم ابن ميثم، وعلي بن منصور، وشيطان الطاق، وليس لهم سلف في الصحابة ولا في التابعين رضي الله عنهم.

[الرد على الإمامية في القول بالنص الجلي]

والكلام عليهم: أنَّا نقول: إنكم أتيتم ما لا دليل عليه، وكل مذهب لا دليل عليه فهو باطل، أمَّا أنه لا دليل عليه ؛ فلأن الأدلة محصورة على دلالة العقل، ولا برهان في العقل يدل على ذلك، وعلى الكتاب الكريم والسنة المعلومة والإجماع الظاهر.
أمَّا الكتاب فلا يمكن ادعاء ذلك لوقوع الاختلاف في معنى الآية، وافتقار ما تذهب إليه إلى الترجيح، وكذلك حديث الغدير والمنزلة، وما انفردت بروايته الإمامية فلا تصححه الأمة فضلاً من أن يقضى ببلوغه حد التواتر، وحصول العلم الضروري، ولأنا نعلم أن رجال الإمامية وعلماءهم ونحارير مقالتهم يسلكون مسلكنا في الإستدلال بخبر الغدير والمنزلة، وآية الزكاة في الركوع، وهو معلوم في تصانيفهم وكتبهم، ويرجحون ويبالغون في الكشف والتبيين، والاستدلال إلى نهاية الإمكان في الآثار والأخبار، فلو كان المراد بها معلوماً عندهم ضرورة كما زعموا لاستغنوا بذلك عن الكشف والبيان، كما فعلنا في أصول الشرائع المعلومة ضرورة، لأننا لا ننصب لأهل الإسلام الدليل على أن الصلوات خمس، وأن الزكاة مفروضة في الأموال، وأن الحج إلى بيت الله تعالى، وأن نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لما كانت هذه الأمور معلومةً ضرورة لم تفتقر إلى بيان ولا كشف لمن قد أظهر اعتقاد دين الإسلام بل وكلناه إلى عمله، فلما رأينا علمائهم المبرزين كالشريف المرتضى الموسوي ومن تقدمه، وتأخر عنه من أهل الكلام بالغوا في تبيين معنى الآية والخبر بل الأخبار، علمنا أنهم من اعتقاد الضرورة على شفا جرف هارٍ ؛ لأن من تحمل المشقة في إظهار الظاهر كان عابثاً، وكيف يكشف المكشوف؟ أو يجتهد في صفة المشاهد المعروف؟ ولأنا قد اتفقنا نحن وإياهم ونحن الجم الغفير، والعدد المتعذر الإنحصار الكثير، فكيف لم يحصل العلم لكلنا أو بعضنا، ونحن وإياهم قد اتفقنا على أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

بلا فصلٍ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وأن من تقدم عليه فقد أخطأ وعصى، فلو كان ما ذكروا من النص يوصل إلى الضرورة لوصلنا لإتفاقنا نحن وإياهم على العلم بالدليل، وكيفية ترتيب الإستدلال، فلو حصل العلم لهم لحصل لنا ضرورة، وكما لا يصح أن يدعي بعض المشاهدين العلم بالمشاهدة دون صاحبه، كذلك هذا، وكما لا يحصل العلم لبعض السامعين بمخبر الأخبار المتواترة دون بعض، فكذلك هنا.
فإن قالوا: نحن كثرة لا يجوز على مثلنا التواطئ على الكذب، وقد حكينا عن نفوسنا حصول العلم الضروري بإمامة أمير المؤمنين من طريق النص الجلي.
قلنا: فارضوا من خصومكم بمثل هذا، فإن البكرية والنوابت، لا تنحصر أعدادهم، ولا توالى بلادهم، يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصَّ على أبي بكر نصاً جلياً بلفظ الخلافة أو نصاً عُلم منه أنه الإمام بعده ضرورة، وهو تقديمه له في الصلاة ؛ ولأن الإحالة على النفوس لا (يختص) ببعض أهل المذاهب دون بعض.
ونحن نقول: نحن لا نعلم ونحن العدد الكثير الذي لا يجوز على مثلهم التواطئ على الكذب، فأي القولين يكون أولى بالتصديق على أن الإمامية قد روت الآثار الكثيرة على ان المحقّ منها هو العدد اليسير، وعلى أن عدة المنتظمين مع الإمام لا يتجاوزون [عدد] أهل بدر، وعلى أن الإمام إن لم يكن في تلك العدة لم يصح قولها.

فإن كان الحجة الخبر رجع إليه، وإن كان قول الإمام فما الطريق إليه؟ والأدلة، يجب أن تكون عامة لعموم التكليف، ولا يصح أن يدعيها البعض دون البعض، وإنما ينازع في معانيها المخالف ويصححها المؤالف، ولأن علياً عليه السلام كان ينبههم على الإستدلال، ويذكر لهم متون الأخبار كما يذكر آي الكتاب الكريم، وهو معلوم ضرورةً إذا أردنا الإحتجاج على مخالفينا ذكرنا متن الخبر لنتمكن من الكلام في معانيه، وقد ذكر حديث الشورى وبيَّن فيه سبعين فضيلة دلالة على أن الإمامة لا تجوز للمفضول مع وجود الفاضل، وكذلك ما كان يحقق من القرابة، وإن كان معلوماً، وكذلك ما روت الإمامية والزيدية من قوله: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا لا ترقى إليَّ الطير ولا غثاء السيل.

فإنَّا نقول: وكذلك الأمر ؛ لأن أبا بكرٍ لم يكن ينكر شرف بيته ولا علو صوته، وأنه كما قال من الرئاسة بمحل القطب من الرحا، وأنه في علو شرفه بقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحيث لا يرقى إليه الطير ولا غثاء السيل ؛ ولكن ما في هذا مما يدل على أنه علم إمامته ضرورة ؛ لأنه لم يصرح بلفظ علمه بالإمامة، وإنما ذكر أنه علم أنه محلها ومستحقها، ومن يعتذر له يقول: إنه لا يشك في ذلك، وإنما تقدم وقبل البيعة مخافة الفتنة، وأن يتراخي فتثب عليها الأنصار فتخرج عن قريش، ولهذا استقال لما استقر الأمر، وقال: (من يأخذها بما فيها)، وكذلك قوله: (وليتكم ولست بخيركم)...إلى غير ذلك.
وأمَّا قولهم: أنهم باهتوا فمثل ذلك يقول لهم خصومهم أنكم باهتم في الدعوى علينا بأنا علمنا ضرورة، فأي الأمرين أولى بالتصديق على أن عددنا يقولون أكثر من عددكم فهذا كما ترى.




21‏/10‏/2012

ما سبب تقرمط الزيدية في اليمن ؟


بعد أن قرأ تصريحات المرتضى المحطوري حول الجهاد في سوريا

http://www.aljumhor.net/pdf/20120915213/09.pdf

سؤال من
Abdul Rahmaan :  الأن فهمنا هنا أن الزيدية في اليمن يناصرون القرامطة بسبب عقدهم النفسية من الوهابية، وهكذا يصبح أقوى فكر وأصلح فكر للأمة أي الفكر الزيدي مقودا بعقد نفسية تجعله لاهثا خلف اوهام الإمامية الذين تقرمطوا منذ 1979، وهذا يعني أن الأمة بلا نور في نهاية النفق لأن الفكر الوهابي متخلف متحجر مبتدع والفكر الإمامي خرافي ضال والفكر الزيدي مندثر في حين أنه يحمل بذور جمع الأمة. نحن الآن عام 2012 ولما تنبثق حركة فكرية عميقة الجذور تعيد صياغة علم أصول الدين وستكون حتما قريبة من أصول الزيدية


ما رأيك بهذا الكلام من الاخ الزيدي ؟

الجواب من الشيخ المرتضى بن زيد بن زيد المحطوري :

هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا ؛ أولا: لا يقدر أحد أن ينكر دور الإمام الهادي يحيى بن الحسين مؤسس المذهب الزيدي، ودور أولاده حتى عصر الإمام أحمد بن سليمان، وعبدالله بن حمزة في الصراع المرير مع القرامطة فكرًا وقتالا.


  ب 2 الزيدية بعيدة المنال على القرمطة والجعفرة والويهبة؛ وهذا لمن هو عارف بقواعد المذهب. أما الجهلة والعوام من أي مذهب فهم أتباع كل ناعق، لكن الأكثر استهدافا هم أتباع المذهب الزيدي؛ لعدة أسباب:

السبب الأول: انفتاح المذهب الزيدي، وتسامحه، وعدم ميل أئمته وعلمائه إلى شحن أتباعهم بالكراهية والبغضاء للآخرين؛ فتركوهم أصحاب قلوب بيضاء .

السبب الثاني: الفقر الذي دفع بالكثير إلى طلب الرزق، ولو تحت ظل الوهابية أو الجعفرية؛ فقد كاد الفقر أن يكون كفرا.

السبب الثالث: قرب اليمن من المملكة وتركيز المسئولين وأصحاب القرار هناك على نشر الفكر الوهابي؛ ليتم من خلاله ترويض اليمنيين لتمرير المصالح والسياسات .

السبب الرابع: القيادة المتخلفة في اليمن، وسيطرة العسكر المغرقين في الجهل والأمية، والذين زرع في أفكارهم أن المذهب الزيدي والهاشميين هم الخطر؛ فاشتد استهدافهم عسكريا وفكريا عبر النواصب والواهبية ومن دار في فلكهم؛ فأضحى المذهب الزيدي كالثور المصروع الذي كثرت عليه السكاكين؛ فهو مثخن بالجراح، ودمه نازف.

السبب الخامس: تفرق أبناء الزيدية والهاشميين خاصة؛ فكل واحد ممن له منبر في مسجد أو قليل من الطلاب يتوهم أنه أبو المذهب وأمه ؛ فانصرفوا من الإخاء إلى العداء، ومن التعاون إلى التناحر، إلا من عصم الله.

السبب السادس: الهفوات القاتلة التي وقع فيها نظام بيت حميد الدين؛ إذ يصدق على الإمام أحمد رحمه الله قول القائل: أنا وبعدي الطوفان!! حتى لم يعتبر أبناء الإمام يحيى الأكارم بما جرى لهم وجرى لليمنيين معهم ؛ فكانوا يتناحرون وهم على أبواب صنعاء
السبب السابع: الصراع الشديد بين الجعفرية الممثلة بإيران، والوهابية الممثلة بالمملكة السعودية، ومحاولة كل طرق أن يستقطب الأنصار والأعوان، وإن كانت الوهابية أثقل وطأ وأكثر انتشارا؛ نظرا لقربها ، وغناها الفاحش.

ورغم كل هذا فما زالت هناك ومضات خير ، وأمل بأن ينهض المذهب العظيم من كبوته ، وأن يستعيد دوره الرائد في نشر العدل والتوحيد والاجتهاد مع إحياء دور العقل والنقل ،ومجابهة الظالم، وعدم الإفراط والتفريط في شأن أهل البيت عليهم السلام، وصحابة النبي رضي الله عنهم.

وأتمنى من الحركة الزيدية الناشئة أن تستهلم الإمام الكبير علي بن أبي طالب كيف كان وفيا لدينه ونبيه؟ وكيف نصر الإسلام بسنانه ولسانه وأبنائه؟ 

والمطلوب أن نكون سباقين في ميادين العلم، والتفوق، والتطور ،والبناء ، وجهاد النفس قبل جهاد العدو والظالم؛ وليس لدينا أي عقد ، ولو نزلت المصائب على غيرنا لدكت الجبال، ولجعلتها هباء منبثا؛ ولكنا صابرون محتسبون صامدون ننتظر من الله النصر والعز والتوفيق والفرج ، وأن ينتصف لنا ممن ظلمنا.
والله الموفق ،،،

25‏/08‏/2012

طُوبى لمنْ شَغَلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ


عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

  طُوبى لمنْ شَغَلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ

 أخرجه البَزّارُ بإسنَادٍ حَسن. ورواه أحمد والطبراني وابنُ حِبّان والحاكم

معنى طوبى لك : أصَبت خيرا وطِيبا

 (من2/359 من تفسير النسفي)

معنى الحديث : قال أهل العلم : لاينبغي أن يكون الواحد منا مُتتبِعا لعورات أخيه (أي عيوبه ) بل ينبغي أن يُسامحه إن أساء إليه وإن أحسن إليه أن يُعامله بالاحسان .

المؤمِنُ يُهَذّبُ نَفسَهُ قَبلَ أن يَشتَغِلَ بالتّنقِيبِ عن عُيُوبِ غَيرِه

قالَ المنَاويُّ طُوبَى لمن شَغلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ فَلم يَشتَغِل بها ، فعَلى العَاقلِ أن يتَدبّرَ في عيُوبِ نَفسِه فإنْ وجَد بها عَيبًا اشتَغلَ بإصلاحِ عَيبِ نَفسِه فيَستَحِي مِن أن يَترُكَ نَفسَه ويَذُمَّ غَيرَه . والعُيوبُ مِنها ما يَتعَلّقُ بفِعلِ الشّخصِ باختِيارِه ومنهَا مَا لا يتَعلَّقُ باختِيارِه كالخِلْقَةِ الدّمِيمَةِ فلا يجوزُ ذَمُّهُ بها

قالَ رَجُلٌ لِبَعضِ الحُكَماءِ يا قَبِيحَ الوَجهِ ، فقَالَ ما كانَ خَلْقُ وجْهِي إليَّ فأُحَسّنَه.

وقالَ البيهقيُّ ذُكِرَ رَجُلٌ عِندَ الرّبِيع بنِ خَيثَم فقَالَ: مَا أنَا عن نَفسِي بِراضٍ فأَتفَرّغَ مِنها إلى ذَمّ غَيرِها ، إنّ العِبادَ خَافُوا اللهَ على ذُنوبِ غَيرِهِم وأَمِنُوا على ذُنوبِ أَنفُسِهم .

وقالَ حَكِيمٌ: لا أحسِبُ أحَدًا يتَفَرَّغُ لِعَيبِ النّاسِ إلا عن غَفلَةٍ غَفِلَها عن نَفسِه ، ولَو اهتَمَّ لِعَيبِ نَفسِه ما تفَرّغَ لِعَيبِ أَحَدٍ



قال شمس الدين الذهبي:

رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي * فإني كثير العيوب غزير الذنوب

الوّيْل لي إن أنا لا أتوب * ووافضيحتي من علّام الغيوب



كلام الإمام علي عليه السلام في النهي عن غيبة الناس


" و إنّما ينبغى لأهل العصمة ، و المصنوع إليهم فى السّلامة ، أن يرحموا أهل الذّنوب و المعصية ، و يكون الشّكر هو الغالب عليهم ، و الحاجز لهم عنهم فكيف بالغائب الّذى غاب أخاه ، و عيّره ببلواه ؟ أما ذكر موضع ستر اللّه عليه من ذنوبه ممّا هو أعظم من الذّنب الّذى غابه به و كيف يذمّه بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك الذّنب بعينه فقد عصى اللّه فيما سواه ممّا هو أعظم منه . و ايم اللّه لئن لم يكن عصاه فى الكبير و عصاه فى الصّغير لجراءته على عيب النّاس أكبر .
يا عبد اللّه ، لا تعجل فى عيب أحد بذنبه فلعلّه مغفور له ، و لا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلّك معذّب عليه ، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ،
و ليكن الشّكر شاغلا له على معافاته ممّا ابتلى به غيره . أقول : اهل العصمة : هم الّذين أعانهم اللّه على قهر نفوسهم الامّارة فملكوها .

و المصنوع اليهم اى : من اصطنع اللّه عنده نعمة السلامة من الذنوب ، و رحمتهم لأهل الذنوب : تظهر فى كفّهم عن عيبهم ، و اعانتهم على الخروج منها بصالح القول . و قوله :

فكيف بالعائب أي : اذا كان اهل السلامة فينبغى لهم ان يرحموا اهل الذنوب و يشتغلوا بشكر اللّه عن عيبهم ، فكيف يليق العيب من غيرهم من الناس ، و اراد بما هو اعظم عيبه لأخيه لانّ الغيبة من الكبائر ، و جعلها اكبر مبالغة او بالنسبة الى بعض الكبائر . "



27‏/07‏/2012

نجد قرن الشيطان

الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ » بَاب خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَارقم الحديث: 3078
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَيْسٌ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ : أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : " الْإِيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا أَلَا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ "

 
.
بسم الله الر حمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول 
( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية والفقه يمان ، رأس الكفر قِبَل المشرق ) رواه مسلم 

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أشار رسول الله بيده نحو اليمن فقال ( الإيمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلب في الفدّادين عند أصول أذناب البقر حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومُضر ) متفق عليه

عن جُبير بن مطعم عن أبيه قال : بينما كنا نسير مع رسول الله بطريق مكة إذ قال ( يطلع عليكم الآن أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض ) رواه احمد بإسناد صحيح

عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ) قالوا وفي نجدنا يا رسول الله ، قال ( اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ) قالوا ونجدنا ، فأظنه قال في الثالثة ( هناك الزلازل والفتن و بها يطلع قرنا الشيطان ) رواه البخاري 

عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي قال ( إني لبعُقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم ) رواه مسلم 
ومعنى الحديث أن رسول الله سيزيح الناس بعصاه لأهل اليمن يوم القيامة عند الحوض لكي يشربوا قبل 

عن عياض الأشعري رضي الله عنه قال : لما تزل قوله تعالى ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) قال( هم قومك يا أبا موسى ) وأشر بيده إليه . رواه الحاكم على شرط مسلم 

وجاء في مسند احمد قوله صلى الله عليه وسلم ( نفس الرحمن من ارض اليمن )

عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : جاء بنو تميم إلى رسول الله فقال ( أبشروا ) فقالوا قد بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه ، فجاء أهل اليمن فقال ( يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم ) فقالوا جئنا نسألك عن هذا الأمر . رواه البخاري

عن سعيد قال : صدرت مع ابن عمر يوم الصدر ، فمرت بنا رفقة يمانية رجالهم الأدم وخطم إبلهم الجرز ،
فقال عبد الله بن عمر ( من أراد أن ينظر إلى أشبه رفقة وردت الحج العام برسول الله وأصحابه ، فلينظر إلى هذه الرفقة ) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87437
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B6%D8%B1
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9_(%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A9)

http://www.ye-forum.net/vb/showthread.php?t=557218&page=15


عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" الإيمان يمان [وردء] الإيمان في قحطان، والقسوة في ولد عدنان، حمير رأس العرب ونابها، ومذحج هامتها وعصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها، اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وجموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي ".
رواه البزار وإسناده حسن.

24‏/07‏/2012

ترضي أئمة الزيدية علي الشيخين


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

وبعد فهذه بعض أقوال أئمتنا الاطهارعليهم السلام من الزيدية في الترضي على المشايخ الثلاثة


روى نصر بن مزاحم المنقري (212هـ) في (أخبار صفين) أن الإمام علي قال: «إن الله بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنقذ به من الضلالة، ونعش به من الهلكة، وجمع به بعد الفرقة، ثم قبضه الله إليه وقد أدى ما عليه، ثم استخلف الناس أبا بكر، ثم استخلف أبو بكر عمر، وأحسنا السيرة، وعدلا في الأمة، وقد وجدنا عليهما أن توليا الأمر دوننا، ونحن آل الرسول وأحق بالأمر، فغفرنا ذلك لهما، ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه، فسار إليه ناس فقتلوه».

* قال الإمام المؤيد بالله الهاروني: «إن أمير المؤمنين لم يصدر من جهته رمي لمن تقدمه بكفر ولا فسق، مع مخالفتهم له في الإمامة» 

* قال الإمام الموفق بالله الحسن بن إسماعيل الجرجاني: «إن أمير المؤمنين كان يوليهم الذكر الجميل، ويثني عليهم الثناء الحسن» وقال شيخ الزيدية أبو القاسم البستي: « إنه لم يتواتر عن علي عليه السلام وأولاده البراءة منهم» 

* وقال العلامة يحيى بن الحسن القرشي: «الظاهر من حاله رضي الله عنه المناصرة لهم، والمعاضدة لهم، والمشاورة، والمدح، والصلاة خلفهم، والدعاء لهم باسم الخلافة، وخرج مع أبي بكر في قتال أهل الردة، وأخذ نصيبه من الفيء، حتى كانت الحنفيَّة أم ولده محمد من سبايا أهل الردة. والمشهور من حال عمر رضي الله عنه التعويل عليه، ومشاورته، والتعويل عليه في المهمات، والرجوع إليه في المعضلات، وعلى الجملة، فمعاملته لهم تخالف معاملته لمعاوية، وعمرو بن العاص، ونحوهما ممن كان يعتقد فسقهم» 

* وقال الإمام المهدي في (يواقيت السيَر) إن الإمام علياً حين مات أبو بكر قال: «رضي الله عنك، والله لقد كنتَ بالناس رؤوفًا رحيمًا» 

وقال العلامة النجري: «وقد كان علي يعظمهم، ويغزو معهم، ويصلي خلفهم، ويأخذ نصيبه من الخمس، ويقول فيهم خيراً، وحينئذ فلا قطع بكون ما فعلوه كبيرة، إذ دليل كونه كبيرة هو السمع، ولا دليل في السمع يدل على ذلك.»

* وقد نظم السيد صارم الدين الوزير موقف الإمام علي شعراً، فقال في قصيدته الشهيرة (البسامة) 

وما رَأى صرمهم رأياً لأن لهم .... سوابقاً وهو بالصبر الجميل حري
أغضى وجامل فاخترنا مجاملة .... وسامح القوم في أمر أتوه فري
وقد تجرم منهم في الذي فعلوا .... وما تعدى إلى سب ولا هذري
وحين رضَّى رضينا ما ارتضاه لنا .... تجرماً ورضاً منا على الأثر
فرضِّ عنهم كما رضَّى أبو حسنٍ .... أو قف عن السب إما كنت ذا حذر

وجاء في (نهج البلاغة): « لِلَّهِ بِلاءُ فُلانٍ، فَلَقَدْ قَوَّمَ الأَوَدَ، وَدَاوَى الْعَمَدَ، وَأَقَامَ السُّنَّةَ، وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ، ذَهَبَ نَقِيّ الثَّوْبِ، قَلِيلَ الْعَيْبِ، أَصَابَ خَيْرَهَا، وَسَبَقَ شَرَّهَا. أَدَّى إِلَى اللَّهِ طَاعَتَهُ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ، رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُق مُتَشَعِّبَةٍ لا يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ، وَلا يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي» 

قال ابن أبي الحديد «فلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر، وحدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي: هو عمر. فقلت له أيثني عليه أمير المؤمنين عليه السلام هذا الثناء؟ فقال: نعم».

وفي نهج البلاغة أيضاً: أنه قال لعثمان: « مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ وَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ لا تَعْرِفُهُ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ، مَا سَبَقْنَاكَ إِلَى شَيْ ءٍ فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ، وَلا خَلَوْنَا بِشَيْ ءٍ فَنُبَلِّغَكَهُ، وَقَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا، وَسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) كَمَا صَحِبْنَا، وَمَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلا ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَشِيجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا، وَقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالا، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ وَاللَّهِ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمًى، وَلا تُعَلَّمُ مِنْ جَهْلٍ، وَإِنَّ الطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ، وَإِنَّ أَعْلامَ الدِّينِ لَقَائِمَةٌ، فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ» 

قال الإمام يحيى بن حمزة في (الديباج) عند شرح قوله: ( وَمَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلا ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ) مالفظه: «وفي كلام أمير المؤمنين هذا دلالة على إتيانها بالحق وعملهما به».
أضف إلى ما تقدم ما اشتهر عند علماء الزيدية وغيرهم من أن الإمام علياً زوج عمر بن الخطاب ابنته أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء، فلو كان عنده غير رضا لما زوجه ابنته.

* ذكر العلامة يحي بن الحسن القرشي: أنه روي عن الحسن والحسين الموالاة للخلفاء والمناصرة لهم والمدح، وإظهار القول الجميل، ولم يرو أحد من أهل النقل أنهما لعنا الصحابة، ولا فسقاهم، ولا أساأ القول فيهم، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأعرف الناس بأحوال الصحابة وأحوال نبيهم. وروى أن الحسن كتب إلى أهل البصرة كتاب دعوته، وترحم فيه على أبي بكر وعمر، ثم قال: «إن الله بعث محمداً وكان الناس على ضلالة، فهدى به الخلق، ثم قبضه ونحن أحق الناس بمكانه، غير أن قوماً تقدمونا واجتهدوا في طلب الحق، فكففنا عنهم تحرياً لإطفاء نار الفتنة، حتى جاء قوم غيّروا وبدلوا فحاربناهم» 

* وذَكر العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم أن علياً والحسن والحسين كانوا يرضون على الشيخين أبي بكر وعمر 

* روى شيخ الزيدية في عصره أبو القاسم البستي، أن الإمام علي بن الحسين زين العابدين سمع رجلاً يسب أبا بكر وعمر، فقال له: «هل أنت من ؟ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ؟ ؟ يعني: المهاجرين. فقال الرجل: لا. قال: فهل أنت من ؟ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ؟ )؟ يعني بذلك: الأنصار. قال الرجل: لا. قال: إذا كنت لست من هؤلاء ولا هؤلاء، فانا أشهد أنك لست من ؟.. الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَِلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ؟ )!

* وروى أحمد بن الحسن الكني، أن الإمام زيد بن علي سمع من يروي عن أبيه أنه تبرأ من أبي بكر وعمر، فقال: «لا تكذب على أبي، إن أبي كان يجنبني عن كل شر، حتى اللقمة الحارة، أفتراه يخبرك بأن دينك وإسلامك لا يتم إلا بالتبرئ منهما، ويهملني عن التعريف بذلك؟!» 

* وقال العلامة محمد بن علي الزحيف: «رُوِينَا عن زين العابدين أنه ترحم عليهما». يعني الشيخين أبا بكر وعمر 

* قال الإمام يحيى بن حمزة: والمأثور عن الباقر شدة المحبة وعظم الثناء على الشيخين والموالاة لهما كما أثر عن أسلافه 

* ونقل العلامة الديلمي في (قواعد عقائد آل محمد) عن أبي الحسين البصري في كتاب (المدخل) أن الباقر سئل عن أبي بكر وعمر، فقال: «من شك فيهما شك في السنة. بغض أبي بكر وعمر نفاق» 

* وروى القاضي جعفر في (الخلاصة) أن الكميت بن زيد وكان من رجال الشيعة أنشد بين يدي الباقر قصيدته التي منها :

ويوم الدوح دوح غدير خُمٍّّ .... أبان له الولاية لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها .... فلم أر مثلها خطراً مبيعا
ولم أبلغ بهم لعناً ولكن .... أساء بذاك أولهم صنيعا
فلم ينكر عليه الباقر، ولم يؤاخذه في ذلك. وهو القائل أيضاً:
أهوى علياً أمير المؤمنين ولا .... ألوم يوماً أبا بكر ولا عمرا
ولا أقول وإن لم يعطيا فدكاً .... بنت النبي ولا ميراثه كفرا

* روى أحمد بن الحسن الكنّي، عن الإمام زيد بن علي أنه قال: «كانت منْزلة علي بن أبي طالب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة هارون من موسى، إذ قال له: ؟اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ؟ . فألصق كَلْكَله ما رأى صلاحاً، فلما رأى الفساد بسط يده، وشهر سيفه، ودعا إلى ربه، وبين أنه كان خليفة محمد، كما كان هارون خليفة موسى» 

* وقال الإمام يحيى بن حمزة : «روي أن الإمام زيد بن علي كان كثير الثناء على الشيخين أبي بكر وعمر والترحم عليهما، وينهى عن سبهما، ويعاقب على ذلك، والمشهور أن بعض الناس قالوا: لا نبايعك حتى تبرأ من الشيخين فقال: كيف أتبرأ منهما وهما صهرا جدي وصاحباه ووزيراه؟ وجعل يثني عليهما، فرفضوه» 

* وروى أبو مخنف عن الإمام زيد أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: «لا أقول فيهما إلا خيراً» 

* ونقل العلامة الديلمي (في قواعد عقائد آل محمد) عن أبي الحسين البصري في كتاب (المدخل) أن الإمام زيداً قال: «البراءة من أبي بكر وعمر البراءة من علي، فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر» 

* وقال العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم في ترجمة أبي الجارود: «والجمهور من الزيدية يذهبون إلى القول بمقالة زيد بن علي من الترضية والولاء لهم »( وقال في ترجمة محمد بن يحيى القاسمي: «إن إمام الزيدية زيد بن علي ثبتت عنه الترضية عليهم بل ثبت عن علي عليه السلام أيضاً الترضية عليهم، وأئمة الزيدية أكثرهم قائل بذلك» 

* وروى أبو مخنف في (تاريخه) «أن بعض الشيعة أتوا إلى الإمام زيد بعد أن بلغهم أن والي الكوفة قد علم بأمر الإمام زيد فقالو له: « رحمك الله ! ما قولك في أبي بكر وعمر ؟ قال زيد: رحمهما الله و غفر لهما، ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما، ولا يقول فيهما إلا خيراً ، قالوا: فلم تطلب إذاً بدم أهل هذا البيت، إلا أن وثبا على سلطانكم فنزعاه من أيديكم! فقال لهم زيد: إن أشد ما أقول فيما ذكرتم: إنا كنا أحق بسلطان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الناس أجمعين، و إن القوم استأثروا علينا، ودفعونا عنه، ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفراً، قد وَلَوا فعدلوا في الناس، وعملوا بالكتاب والسنة. قالوا: فلم يظلمك هؤلاء إن كان أولئك لم يظلموك؟ فلم تدعو إلى قتال قوم ليسوا لك بظالمين؟! فقال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك، إن هؤلاء ظالمون لي ولكم ولأنفسهم، و إنما ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، و إلى السنن أن تحيا، و إلى البدع أن تطفأ، فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، و إن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل. ففارقوه ونكثوا ببعته، وقالوا: سبق الإمام. وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي أخا زيد بن علي هو الإمام»( 

وقال العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد: «واعلم أنَّ القائلين بالترضية على الصحابة من أهل البيت هم: أمير المؤمنين، والحسن والحسين، وزين العابدين علي بن الحسين، والباقر، والصادق، وعبد الله بن الحسن، ومحمد بن عبد الله النفس الزكية، وإدريس بن عبد الله، وزيد بن علي، وكافة القُدماء من أهل البيت. ومن المتأخرين: سادة الجيل والديلم: المؤيد بالله، وصِنْوه أبي طالب، والناصر الحسن بن علي الأطروش، والإمام الموفق بالله، وولده السيد المرشد بالله، والإمام يحيى بن حمزة. ومن المتأخرين باليمن: الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، والسيد محمد بن إبراهيم الوزير، وصنوه الهادي، والإمام أحمد بن الحسين، والإمام عزّ الدين بن الحسن، وولده الحسن بن عزّ الدين، والإمام شرف الدين، وغيرهم» 

ورجح الإمام يحيى بن حمزة الخروج من التوقف إلى الترضية، فقال: «التوقف وإن كان أسلم حالاً من السب، لكنه لا معنى للتوقف؛ لأنه إذا كان إسلامهم قبل الخلاف مقطوعاً به، وكذلك الترضية والتزكية من جهة الله تعالى ورسوله، ولم يحصل دليل قاطع ينقل عن ذلك، فلا وجه للتوقف وترك المعلوم للمظنون. وقال: ولو حسن التوقف لمجرد الخطأ، لحسن التوقف في جميع المؤمنين الصالحين؛ لأنه ما من أحد إلا ويلابس في اليوم والليلة كثيراً من المعاصي، لا يُقطع بكونها كفراً أو فسقاً، وهذا القول الفصل.

إلى أن قال: وعلى كل حال فالواجب حسن الظن بالمؤمنين وتعظيمهم وموالاتهم وإن علمنا خطأهم في بعض المسائل القطعية، مالم يقطع بكون ذلك الخطأ كفراً أو فسقاً لا سيما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل السابقة والفضل والجهاد في سبيل الله، فلا أقل مما يعاملهم بمثل ما يعامل به بعضنا بعضاً من حسن الظن والقول الجميل، ولقد أحسن القائل حيث قال:

إني أحب أبا حفص وشيعته .... كما أحب عتيقاً صاحب الدار
وقد رضيت علياً قدوة علماً .... وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة عندي قدوة علم .... فهل علي بهذا القول من عار
إن كنت تعلم أني لا أحبهم .... إلا لوجهك فاعتقني من النار

وقال الإمام عز الدين بن الحسن: «أما أكثر أئمتنا وعلمائنا فالظاهر عنهم القول بعدم التفسيق ء يعني لمن نفى إمامة الإمام ولهذا نُقِلَ عنهم حسن الثناء على المشايخ المتقدمين على أمير المؤمنين علي عليه السلام، والترضية عنهم والتعظيم العظيم لهم»

* قال الإمام يحيى بن حمزة: «وعن جعفر الصادق أنه كان شديد المحبة لهما. وقد روى عنه خلق عظيم أنه كان يترحم عليهما. وروي عنه أنه قيل له: ما تقول في أبي بكر؟ فقال: «ما أقول فيمن ولدني مرتين». أراد بذلك: أن أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأم أمه بنت عبد الرحمن بن أبي بكر» 

* وقال الإمام يحيى بن حمزة: « قال الصادق عليه السلام: اللهم إني أحبهما، وأودهما، وأتولاهما، وأحب من يحبهما، اللهم إن كنت تعلم خلاف ذلك من قلبي فلا تنلني شفاعة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم» 
جاء في (الجامع الكافي) أن يحيى بن آدم ء وهو من كبار رجال الحديث ء جاء ليبايع الإمام محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج، فاشترط عليه محمد شروطاً، قال يحيى: أبايعك على ما بايع عليه أصحابُ رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم عثمان بن عفان. قال له محمد: إن شئت فبايع على ما أقول لك، وإن شئت على ما تقول، وإن شئت فلا تبايع، فبايعه يحيى واشترط عليه محمد، فقال له يحيى: ما استطعت، فقال له محمد: هذا قد استثناه لك القرآن..

* قال الإمام الهادي في جوابه على أهل صنعاء: «ولا انتقص أحداً من الصحابة الصادقين، والتابعين بإحسان، المؤمنات منهم والمؤمنين، أتولى جميع من هاجر، ومن آوى منهم ونصر، فمن سبَّ مؤمناً عندي استحلالاً فقد كفر، ومن سبّه استحراماً فقد ضل عندي وفسق، ولا أسبّ إلاَّ من نقض العهد والعزيمة، وفي كل وقت له هزيمة، من الذين بالنفاق تفرَّدوا، وعلى الرسول صلى الله عليه مرة بعد مرة تمردوا، وعلى أهل بيته اجترؤوا وطعنوا، وإني أستغفر الله لأمهات المؤمنين، اللواتي خرجن من الدنيا وهن من الدين على يقين، وأجعل لعنة الله على من تناولهن بما لا يستحققن من سائر الناس أجمعين» وقد استدل الإمام عز الدين بن الحسن في (المعراج) بهذا الكلام على أن رأي الإمام الهادي الترضية على الشيخين. 

* روى القرشي أن الصاحب بن عباد كان يقول: عندي بخط الناصر الترحم عليهما يعني: أبا بكر وعمر.
* وعن الشيخ أحمد بن الحسن الكني قال: قال الناصر في آخر أبواب كتاب الإمامة: «ولم أصف ما وصفت من اعتراضهم هذا أرادة مني لدفع فضل أبي بكر رضي الله عنه ولحقه وصحبته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإني لمحب له والحمد لله تعالى» 

* ووصَفَ أبا بكر وعمر في كتاب (البساط) بالخيرين، فقال: «ويكفي في بيان ذلك من عقل وتدبر القرآن، ما أنزل عليه في الخيرين أبي بكر وعمر بقوله تعالى: ؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ؟ فإذا كان مثل عمل أبى بكر وعمر وإقرارهما الذي هو إيمانهما يحبط ويبطل إذ رفعا أصواتهما فوق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع مكانهما في الإسلام، فما يكون حال سواهما».
* وروي عن بعض الفقهاء من أصحاب المؤيد بالله أنه قال: سمعت عمي الصوفي يقول: سمعت نيفاً وسبعين شخصاً ممن حضر مجلس الناصر للحق يقولون: أملأ الناصر شيئاً عن الشيخين، ثم قال: رضي الله عنهما، فكفَّ المستملي أن يكتب الترضية، وكان الناصر ينظر إليه فزجره وقال: «لم لا تكتب الترضية؟! فإن مثل هذا العلم لا يؤثر إلا عنهما، وعن أمثالهما» 
* وقال العلامة علي بن محمد الزحيف: «وكان الناصر يترحم عليهما ويثني عليهما في كتبه» 

* وقال الإمام يحيى: «وكان المؤيد بالله في أول عمره وعنفوان شبابه متوقفاً عن الترضية، ثم ترحم عليهما في آخر عمره» 
* وذكر العلامة أحمد بن يحيى حابس في (شرح الثلاثين المسألة) نقلاً عن العلامة الدواري: أن المؤيد بالله ممن كان يرى الترضية على المشايخ المتقدمين على علي عليه السلام.

* العلامة أبو القاسم إسماعيل بن علي البستي (التحقيق في التكفير والتفسيق) .
«ولأن الله قال: ؟لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا؟(الفتح/18). وكان أبو بكر وعمر من المبايعين، ووضع النبي شماله على يمينه عن عثمان إذ كان غائباً. ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : «لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اذهبوا فقد عفوت عنكم». ولأنه لم يتواتر عن علي عليه السلام وأولاده البراءة منهم» 

قال الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني: « فإن قيل: فما حكم من خالف هذه النصوص الدالة على إمامة أمير المؤمنين، هل يفسق؟
قيل له: إنه يكون مخطئاً غير كافر ولا فاسق، فلو كانوا فساقاً لما أولاهم أمير المؤمنين الذكر الجميل» 

* وذكر العلامة أحمد بن يحيى حابس في (شرح الثلاثين المسألة) نقلاً عن العلامة الدواري أن شيخ الزيدية الحافظ أحمد بن الحسن الكني كان ممن يرى الترضية على المشايخ المتقدمين على علي عليه السلام .

* ذكر العلامة يحيى بن الحسين في (المستطاب): أن العلامة نشوان بن سعيد الحميري كان يرضي عن المشايخ، وأنه قال في (شمس العلوم) : الذين يتكلمون في الصحابة إنما هم من حمية الجاهلية.

* وذكر العلامة أحمد بن يحيى حابس في (شرح الثلاثين المسألة) نقلاً عن العلامة الدواري، أن القاضي جعفر بن أحمد كان ممن يرى الترضية على المشايخ المتقدمين على علي عليه السلام .

ورجح الإمام عز الدين أن رأي الإمام عبد الله بن حمزة الترضية والترحم، فقال: «روى العلامة محمد بن يوسف بن هبة الفضلي القدمي في كتاب له سماه (الانتصاف) عن المنصور بالله عليه السلام ما هو أصرح من ذلك، فقال ما لفظه: ومن ذلك ما قاله إمامنا المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في (الرسالة الإمامية في جواب المسائل التهامية) للفقيه محمد بن أسعد الواقدي الصليحي من ناحية زبيد قال: وأما ما ذكره المتكلم حاكياً عنا من تضعيف آراء أصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم: فهم خير الناس على عهد رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم وبعده رضي الله عنهم، وجزاهم عن الإسلام خيراً، ولكن ذلك لا يمنع من أن تكون عترة رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم أفضل منهم وأولى بمقامه من قائمهم» 

* ذكر العلامة يحيى بن الحسين أن الإمام أحمد بن الحسين ممن يرى الترضية على سائر الصحابة.
* ووجدت في أحد كتبه هذا الثناء عليهم، قال: «قال تعالى: ؟وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ووصف أمر المؤمنين بأنهم يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم .. والصحابة رضي الله عنهم عملت بهذه الوظيفة من المعونة، قاسمت الأنصار المهاجرين في أموالهم ودورهم وخيروهم بين القسمين، وأعطوهم الأصلح من النصيبين، وكان مع أبي بكر ثمانون ألفاً أنفقها في الجهاد، وما بقي معه إلا عباءة كان إذا ركب خلها وإذا نزل أبعد خلالها، وعثمان جهز جيش العسرة بتسعمائة بعير وخمسين بعيراً، وتمم الألف بخمسين فرساً، كل ذلك من صميم ماله، ولما أقبل العسكر وقد مستهم الحاجة وعظمت بهم الفاقة، لقاهم مائة ناقة محملة مخطومة يجرونها، وأكلوا أحمالها، والقوم ما بذلوا هذه الأموال إلا لطاعة الرحمن، ومعرفتهم بما في القرآن» 

* وروى الإمام عز الدين أنه قال: «والذي نختاره ما نقلناه عن الأفاضل من آبائنا عليهم السلام، فإن المأثور عنهم ما أوضحناه من المحبة والتولي لهما وإعظام منزلتهما وترك المقالة القبيحة في حقهما، بل أقول كما قال الصادق عليه السلام: اللهم إني أحبهما، وأودهما، وأتولاهما، وأحب من يحبهما، اللهم إن كنت تعلم خلاف ذلك من قلبي فلا تنلني شفاعة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم» 

* وقال العلامة يحيى بن الحسين بن القاسم : «إن الإمام يحيى رحمه الله مصرح في جميع كتبه ومصنفاته بالترضية على المشايخ في (الشامل) و(التمهيد) و(الانتصار) وغيرها، وله مع ذلك كتاب مفرد اختص به لها»( 

* وللإمام يحيى بن حمزة عدة كتب في الكلام عن الصحابة هي: (أطواق الحمامة في حمل الصحابة على السلامة). و (التحقيق في الإكفار والتفسيق). و(الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين).

العلامة يحيى بن الحسن القرشي (المنهاج) «اعلم أن في من يدعي حب أهل البيت عليهم السلام قوماً يكنون في حق الصحابة رضي الله عنهم خطراً عظيماً، وضلالاً بعيداً، فتارة يكفرون، وتارة يفسقون، ولعلَّ المزري عليهم لو نظر في حال نفسه بعين الإنصاف لوجدها لا تساوي أثر نعالهم، ولرأى فيها قصوراً عن مراتبهم في العلم والعمل، وكيف وقد أثنى الله عليهم ورسوله، وبشرهم بالجنة مع ما لهم من السابقة في الإسلام، والجهاد في سبيل الله، والصبر على الشدائد، وإحياء معالم الدين»( 

عن الإمام الناصر محمد بن علي « والصحابة رضي الله عنهم وإن أخطؤوا بالتقدم على أمير المؤمنين عليه السلام فخطؤهم مُكَفَّر لسوابقهم الجميلة، وقد تظاهرت الأخبار بأنهم من أهل الجنة فلا جرم أن نقطع بصلاحهم ونجاتهم » 

* وقال العلامة يحيى بن الحسين، في ترجمة الهادي بن إبراهيم الوزير في (المستطاب): «ومن مصنفاته في أصول الدين: (كفاية القانع في معرفة الصانع) صرح فيها بالترضية على المشايخ، ورجع فيه وفي غيره عما في إزهاق التمويه، وقال في ذلك أبياتاً أولها قوله:

مذهبي أن علياً .... مذهب الحق وسمته
ونظامي فيه بالجو .... هر والدر وسمته
واعتقادٌ غير هذا .... كان لي فيهم أمَتُّه

ومن مؤلفاته كتاب (منهاج الخيرات إلى اقتطاف نفائس الثمرات) نظماً وجعله فصولاً، فمن ذلك فصل في النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم» 

* قال القاضي العلامة يوسف بن أحمد بن عثمان الثلائي في تفسير قول الله تعالى: ؟لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا؟ «ومن ثمرات الآية الحكم بعدالة من بايع هذه البيعة؛ لأنه تعالى سماهم مؤمنين وأخبر بالرضا عنهم، وأخبر بحسن سرائرهم، ومدحهم بإنزال السكينة عليهم وهي طمأنينة قلوبهم واللطف المقوي لقلوبهم، وهذا يلزم منه وجوب موالاتهم والمحبة لهم، فتكون الترضية أرجح من التوقف، ويلزم حسن الظن بهم» 

* وقال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى: « مسألة: المحققون من الزيدية: وخطأ المتقدمين على علي في الخلافة قطعي؛ لمخالفتهم القطعي، ولا يقطع بفسقهم إذ لم يفعلوه تمرداً بل لشبهة. قلت: فلا تمتنع الترضية عليهم لتقدم القطع بإيمانهم فلا يبطل بالشك فيه» 

وقال العلامة عبد الله بن محمد النجري في (شرح القلائد) (فلا تمتنع الترضية عنهم لتقدم القطع بإيمانهم) ء : « الإيمان المقطوع به لا يرتفع إلا بالفسق المقطوع به وخطؤهم مشكوك في كونه فسقاً، فلا يبطل ذلك الإيمان المقطوع به بالشك، فيه وإلا لارتفع اليقين بالشك، وهو معلوم البطلان، ولكان يلزم أن تمتنع الترضية عن كل من لم تعلم عصمته من العلماء والزهاد، وغيرهم، إذ يجوز في كل منهم أن يكون قد فعل كبيرة مبطلة لإيمانه. واعلم أنه قد ذهب قدماء الزيدية إلى منع الترضية عن المتقدمين على علي عليه السلام، وبعضهم توقف، ولم يقطع بجواز الترضية عنهم إلا المتأخرون، وهو الموافق للدليل».

* الإمام عز الدين «أما أكثر أئمتنا وعلمائنا فالظاهر عنهم القول بعدم التفسيق ء يعني لمن نفى إمامة الإمام ء ولهذا نُقِلَ عنهم حسن الثناء على المشايخ المتقدمين على أمير المؤمنين علي عليه السلام، والترضية عنهم والتعظيم العظيم لهم» 

* قال السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير: « أئمتنا والمعتزلة وهم عدول إلا من ظهر فسقه كمن قاتل الوصي عليه السلام ولم يتب.. ثم قال : وقد تاب الناكثون على الأصح لا القاسطون، وبعض المارقين. فأما المتوقفون فلا يفسقون على الأصح، وإن قُطع بخطئهم» .

قال الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد: «وأنه يجب تولي الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأنه ليس منهم المنافقون ولا الفسَّاق، وفي الحديث: أنهم ليسوا بأصحاب لما أحدثوه