24‏/07‏/2013

ملخص لحقوق المرأة في مذكرات الأميرة الزنجبارية سالمة بنت سعيد بن سلطان البوسعيدي




الأميرة سالمة بنت سعيد بن سلطان البوسعيدي أو ايميلي رويتي ( 1844-1924) , كانت آخر أميرة عمانية  في زنجبار , وقد ألفت كتابها " مذكرات أميرة عربية " في ألمانيا عام 1886 ,  ترعرعت في كنف أبيها سلطان مسقط وزنجبار , وأمها كانت شركسية , تزوجت القبطان هنريك رويتي الألماني وأعتنقت الديانة المسيحية .
في هذا التلخيص سألخص من كتابها " مذكرات أميرة عربية " كل ما يتعلق بحقوق المرأة والمظاهر الإجتماعية .
_
في كتابها كانت تفتخر كثيراً بطفولتها , وفي نفس الوقت كانت نادمة أشد الندم لخيانتها , فشعرت الأميرة سالمة أنها كانت تستغل من الغرب لتمرير سياساتهم التوسعية الإستعمارية , فكلامها عن حقوق المرأة المسلمة والغربية ودفاعها المستميت عن المرأة العربية يجعلني أفهم ندمها أكثر , فلم أشعر قيد أنملة من خلال كتاباتها على أنها من الديانة المسيحية , شعرت وكأن الكاتب مسلم بلباس مسيحي غربي .
ذكرت في كتابها أن والدها عندما توفي ترك 75 زوجة من ملكات اليمين , ولكن الزوجة الرئيسية كانت واحدة , وهي عزة بنت سيف البوسعيدي التي كانت عاقرة , فجميع إخوانها وأخواتها من الجواري , فتقول الأميرة سالمة أن هذه الشيء كان إيجابياً وذلك بسبب تساوي جميع أبناء سعيد في الحقوق , فلا يفرق بينهم الدم والعرق واللون .
_
أحبت سالمة بنت سعيد نمط العيش في زنجبار نظراً لجمال طبيعتها الخلابة وأشجارها البراقة وعصافيرها الغرادة وأنهارها الجذابة , فكانت تنتقل من بستان إلى بستان , والثمار من حولها في كل مكان , فكانت تعيش في أحسن البلدان , فرسمت لنا أشكال القصور وأثاثها , و طبيعة أهل زنجبار الطيبة وكرمهم .
وأما بخصوص رأي الأميرة سالمة في المرأة بين الشرق الغرب , فكان الغربيون يسألونها هذا السؤال بشكل دائم " كيف تستطيع النساء العيش في بلادكم دون شغل أو عمل ؟ " , فأجابت الأميرة : " السؤال ليس بعد بالمستغرب من وجهه نظر أهل الشمال الذين لا يستطيعون تصور الحياة بلا عمل , بالإضافة إلى أنهم باتوا مقتنعين بأن المرأة في الشرق لا تكلف نفسها طيلة النهار تحريك أنملة , وإنما تقضي وقتها في خمول وعزلة وفراغ في بيت الحريم . وأضافت الأميرة " أن الظروف الطبيعية تختلف في بعض بقاع العالم عن بعضها الآخر , وهذه الظروف هي التي تتحكم في تكوين آرائنا وعاداتنا وأساليب معيشتنا ومتطلبات حياتنا " .

فهذه الظروف أجبرت الغربي على العمل أكثر , بينما الشرقي لا يحتاج إلى بذل المزيد من العمل , وذلك لأسباب مناخية و ثقافية , فإنخفاض درجات الحرارة في الغرب زاد في متطلبات الحياة اليومية كاللباس الشتوي والأطعمة , بينما الزنجباري لا يحتاج إلى الملابس الثقيلة والأكل الكثير , فالجو معتدل والفاكهة في كل مكان والبحر مليئ بالأسماك , فالحياة بالنسبة للزنجباري أسهل , بالإضافة إلى ثقافة القناعة والبساطة المنتشرة عند الزنجباريون بعكس الغربيون الذين يحتاجون إلى الغرور والبحث عن المكانة الإجتماعية الرفيعة , فهي كالغريزة التي تجعل الغربي يستمر في حياته والبحث عن كيانه , " فالقناعة كنز لا يفنى " كما تقول الأميرة .
_
كما أن الأميرة إنتقدت الأفكار الخاطئة عند الغرب في تصورهم عن المرأة الشرقية , فالغرب يظن أن المرأة الشرقية ليس لديها عمل يومي , فالأدق أن المرأة الشرقية لا تعمل خارج إطار منزلها لعدم حاجتها إلى العمل , فلا تحتاج إلى الرسم أو الرقص على المسرح أو الورود في الحفلات الليلية ( كما هو الشائع عند الغربيات ) , فالمرأة الشرقية تستغل وسائل أخرى لقضاء أوقاتها لتحقق سعادتها . فتقول الأميرة : " فنحن الجنوبيات سعيدات وراضيات بحياتنا , ولا نعرف هذا اللهاث المسعور وراء المال والملذات , ولا نقره ولا نرضى به , ولا يهمنا بعد ذلك أن تتهمنا المرأة الأوروبية بالتخلف والجمود " .
-
لذلك , ذكرت الأميرة إنخداعها بظواهر الحياة الغربية منذ الوهلة الأولى , حتى زرات بعض العائلات الأوروبية وتكيفت معهم , فكان السرور والفرح يغمر في وجوههم ظاهرياً , فظنت أن الحياة في أوروبا أقرب إلى السعادة والهناء من بلدها الأصلي , ولكن سرعان ما أن إنكشفت الحقائق , وأن الغربيون يبدون غير ما يظهرون , فهم في نفاق وتصنع زائف , ظاهره في الرحمة وباطنه من قبله العذاب  , فتقول الأميرة " فقد تعرف على الكثير من الزيجات التي ظاهرها السعادة وباطنها شر أنواع العذاب . وقد إنتهيت بي ملاحظتي المتكررة إلى أن نظام الزواج المسيحي لا يفوق النظام الإسلامي في شيء , ولا يحقق بذاته سعادة أكثر .والحقيقة التي انتهيت إليها والتي لا شك فيها أن السعادة العائلية والانسجام الزوجي لا علاقة لهما بنظم الزواج ولا بدين المرء أو معتقده أو تقاليده , وإنما يعتمدان أولاً وأخيراً على مقدار تفهم كل من الزوجين للآخر " .


ومن ثم , وجدت أن الأميرة إعترفت أن المرأة الغربية أكثر تحرراً من المرأة الشرقية , فالغربية تستطيع أن تواجه القضاء بينما العادات والتقاليد الشرقية تمنع ذلك , فالغربيات ينظرن إلى الشرقيات وكأنهن دمية ملفوفة . وفي المقابل , الأميرة تجد الغربية الأكثر تطرفاً من ناحية لباسها وزينتها ومبالغتها في الظهور في الحفلات والأسواق و إختلاطها بالرجال .

أما بالنسبة للعلاقات الزوجية , فإن الغرب يظن أن الإنسان العربي يعامل زوجه باحتقار وازدراء , فتقول الأميرة " فديننا الاسلامي يمنع ذلك منعاً باتاً , ويساوي بين الجنسين , واذا كان الدين قد منح الرجال حقوقاً أكثر من النساء فإنه في الوقت نفسه أوجب عليهم حمايتهن ورعايتهن . والمسلم يخاف الله ويرعى تعاليمه حتى آخر لحظة من حياته لأنه لا يؤمن بلقاء الله بعد الممات , ويأمل بثوابه ورضاه في الآخرة أيضاً , ولهذا فهو أحرص من كثير من الأوروبيين على رعاية نسائه وبناته طاعةً لله واحتراماً لأوامره " .

_____________

لتحميل الكتاب :
http://www.mediafire.com/download/kn9rz7j5x7qtlj2/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9.pdf


سفك الدماء بين التوحيد والشرك


سفك الدماء بين التوحيد والشرك

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه وأصحابه المنتجبين ، أما بعـد:- 

إنتشر في الآونة الآخيرة ثقافة الكراهية وإستباحة دماء الآخرين , فكل يوم نشاهد مناظر مرعبة ومخيفة , أشياء تقشعر من الإبدان , حيث يتسائل المؤمن بالله عن سبب هذه الأمطار الحمراء التي ترفرف في أجهزتنا النقالة و التلفاز و الشبكات العنكبوتية وفي كل بقعة من الأرض تأتينا الأخبار من كل حدب .

فالكثير منهم يتسائل عن موقف الدين من سفك الدماء , ومن المعلوم أن الله كرم الإنسان وأعطاه الحرية في إختيار طريقه , إما أن يكون شاكرا أو كفورا , إما أن يختار الخير أو الشر , فزودنا الباري بأدوات الهداية بمثل ما زودنا بأدوات الشقاوة ليبلونا وليمتحننا في أعمالنا , ليميز بين الخبيث والطيب , فقال تعالى في كتابه ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) , فأتسأئل .. لماذا الملائكة لم يسألوا عن الذين يجعلون لله أندادا أو شركاء أو صاحبة أو ولدا ؟ , لا سيما أن الله قال في كتابه ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) , فالبعض قد يحك رأسه ويقول : هل القتل هو دون الشرك ؟ , وكيف نوفقها مع هذه الآية العظيمة ؟ , ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) .

فوجدت هذا الحديث الشريف الذي رواه ابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  ( إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردئا للإسلام غيره إلى ماشاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي قال بل الرامي ) . لاحظ وتدبر أيها القارئ , لماذا رسول الله هنا كفر القاتل ورماه بالشرك مع أن جاره مشرك ؟ , إخوتي في الله , من الواضح أن الذي يستبيح دماء البشر ويتعطش لدمائهم هو في حد ذاته وقع في الشرك , لأنه أله نفسه وجعل ذاته الوكيل الإلهي في الأرض , فالقتل المتعمد هو ليس دون الشرك , بل هو عينه , فنبينا وصفه بالإنسلاخ والمروق من الدين كما يمرق السهم من الرمية , (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) . كيف لا , وقد روي عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ ", لأن المدمن أصبح قلبه متعلقاً بالخمر وأصبح هذا الخمر إلهه ومعبوده , فما بالك بالقتل ؟ . فتذكرت مباشرة قصيدة صوفية جميلة تقول : " دع طرق الغي فالدنيـا فَـيْ , الكل يفنى والباقي حي , يا ويح قلبي ماستتاب مما جنته يد الشباب , يا خجلتي يوم الحساب , من محسن يحنو علي " .

فها هو فرعون أمامنا والنمرود خلفنا , فالنمرود قال (أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ ) وإدعى الربوبية عن طريق إتيانه برجلين , فقتل الأول وعفى عن الآخر , فأعطى لنفسه صلاحية القتل وسفك الدماء . وأما فرعون , فقد كان يخاف على ملكه , فهو يريد أن يتمسك بعرشه لآخر قطرة دم , فقال الله ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) , فتدبروا معي إخوتي , فرعون علا في الأرض أي أنه إستكبر وتجبر , وفرق بين شعبه وجعلهم طبقات , فهذه من سنن المفسدين في الأرض , فإنهم يفرقون الشعوب , وينشرون الفتن بينهم كي يطبقوا المثل الإنجليزي الإستعماري الخطير " فرق تسد " , ومن أجل الملك يبيح لنفسه قتل الأطفال الرضع وترك النساء لإستعبادهن , فما بالك بالذي يستبيح قتل الأطفال من البنات والبنين والشيوخ والعجائز , ومن يتلذذ بتعذيب البشر بأبشع أنواع التعذيب , كيف نزعت الرحمة من قلوبهم ؟ .

أيضاً أود أن أقول أن المتعطش للدماء يستحيل أن يكون متواضعا , فقبله مليء بالكبر والقسوة , فالكبر يتفرع منه العنصرية والحسد و البغض و الجشع و قسوة القلب وغيرها من الصفات المذمومة , فأجزم لكم أن كل الحروب وسفك الدماء التي تجري في العالم هو سببه الكبر , فالدولة الصهيونية على سبيل المثال قائمة على العنصرية والظلم والحقد وقسوة القلب , فقوله تعالى ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) أكبر دليل على أن الشرك يشمل أكثر الناس بما فيهم المسلمين أنفسهم , لأن البلوغ إلى مرتبة التوحيد الصافية ليس بالأمر السهل بعدما أن راجعنا مفاهيمنا عن الشرك وأنواع الشرك , ألا تستغربون من علمائنا الذين جعلوا الرياء شركاً أصغراً ونسوا أن القتل المتعمد من الشرك الأكبر ؟؟ !! ,  فبطرالحق وغمط الناس شرك وهو صفة أسسها إبليس عندما رفض السجود لآدم. فقد قال العلماء معناه: رد الحق واحتقار الناس... ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس. 

فعلى سبيل المثال : عقيدة النصارى شركية ومخرجة من الإسلام , لكن بسبب جهلهم ونيتهم الحسنة الله ميزهم عن اليهود والذين أشركوا والسبب هو ( ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) .
فأنصحكم بقراءة مقالة شرك الوهابية السلفية وشرك الغلاة ( إضغط عليه )-

وأما الشرك الذي كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة فهو الرياء، ففي مسند الإمام الربيع بن حبيب أن رسول الله -ص- قال " مَنْ صَلَّى وَصَامَ وَتَصَدَّقَ رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ " وفي مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء.. وعن أبي موسىقال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد والطبراني وغيرهما.
وبإمكان المسلم التخلص من هذين المرضين بمعرفتهما وإدراك خطرهما ومجاهدة النفس على التخلي منهما وقبول الحق والتواضع واحترام الناس... والإكثار من الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوه ليتقوا هذا النوع من الشرك، وأن يستشعر خطره مهما صغر، وأنه يحبط العمل الذي يخالطه أو ينقص ثوابه، وأن يتذكر المصاب بهذا المرض أن الناس لو اطلعوا على أنه أراد بعمله مدحهم وثناءهم لمقتوه... ومن الممكن أن يكون في قلب المسلم شيء من الكبر أو الرياء الذي هو نوع من الشرك وأخفى في القلب من دبيب النمل، كما أشار لذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المذكورة منبها على خطورتهما والعلاج لهما، والخلود في جهنم إنما يكون لمن أشرك بالله تعالى شركاً أكبر مخرجاً من الملة ( بما فيهم القتل المتعمد )، وأصحاب الكبائر من الكبر والشرك الأصغر هم من المسلمين، وإذا لم يتوبوا منها فسيخلدون فيها في النار وماهم بخارجين منها لأن الله لن يغفر لهؤلاء المشركين الذين ألَهوا أنفسهم وعبدوا أنفسهم من دون الله . 


فالإنسان هو خليفة الله في الأرض , فلا بد من الإنسان أن يعمر هذه الأرض خدمة للإنسانية , فقال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ), فنلاحظ أن الله ربط التوحيد بالعدل , فلا يكتمل توحيد الإنسان إلا بالعدل , فوجب عليه أن يبتعد عن الكبائر كالقتل  , فقال تعال : مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) , ويشتد العقاب على قتل الإنسان المؤمن بشكل متعمد , فقال تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) .
فمن المحال أن القاتل والمغتصب والسارق والظالم أن يكون مؤمناً , بلا لا يصل إلى الإسلام , لأن النبي -ص- قال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانة ويدة ) , فكل من يفعل عكس هذا فهو كافر بالله ورسوله ومارق من الدين .