18‏/05‏/2014

الإعلام و صناعة الثقافة

الإعلام و صناعة الثقافة
مقدمة :

مع التطور التقني في القرن العشرين إزدادت مصادر المعرفة وسرعت من وصول وتسريب المعلومات , فالإعلام تطور بتطور وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ساهمت في تسارع الوتر الثقافي عند جميع شعوب العالم التي فيها وسائل الإتصال الحديث , فأصبحت في هذه الأيام أكثر حرية قبل أن كانت محتكرة في يد السلطات عن طريق الصحف أو القنوات الموالية للحكومة , أما الآن , العالم أصبح أكثر عرضة للتهجين الثقافي بسلبياته وإيجابياته , ولكي نفهم العلاقة بين الإعلام والثقافة , يجب أن ندرس مفهوم الثقافة بشكل أكثر شمولية ممكنة , لأنه لا يمكن لأحد أن يؤثر على ثقافة الآخر إلا إذا فهم ثقافته , فالإعلام يربط ثقافة المجتمع بإحتياجاته ومشاكلة وعاطفته , فلا يتبقى للفرد المثقف إلا أن ينخرط في الثقافة الساقطة أو الثقافة التنموية , والإعلام أصبح هو الأساس في بناء ثقافة الفرد بعد الأسرة , لذلك سنبين حقيقة صناعة الثقافة في المجال الإعلامي.

تعريف الثقافة :

في الحقيقة لا يوجد تعريف محدد للثقافة , فهي كلمة مطاطة وشمولية , حيث أن كروبير وكلاكهون حللوا 160 تعريف بواسطة علماء الاجتماع والإنثربلوجيا , وعلم النفس , والطب النفسي , وأمكنهما تصنيف التعريفات وفقاً لاهتماماتها الأساسية , فيوجد تعريفات تاريخية و معيارية ونفسية وتطويرية ثم أخيراً بنائية ولازالت التعريفات تتوسع وتتغير مع الزمن . (1)

إتساع مفهوم الثقافة :

فالثقافة بشكل عام قائمة في كل شيء : القيم و اللغة و العادات والتقاليد والأفكار و الكمية الهائلة من القضايا المختلفة نستنتج منها مفهوم الثقافة , فعلى هذا الأساس نجد الثقافة تجول من كل مكان حولنا : في الأكل ثقافة و المنتجات ثقافة والإقتصاد ثقافة والدين ثقافة و الموسيقى ثافة والشعر ثقافة وكل ما يمت للإنسان صلة فهو ثقافة . فكما أن هناك رأس مال إقتصادي كما يقول كارل ماركس فهنالك رأس مال ثقافي كما عند بورديو , فالرأس المال الإقتصادي هي الموارد الطبيعية التي يحتكم عليها الفرد , والرأس المال الثقافي تحتكم إلى الموارد الثقافية للفرد , فكل ما يحيط بالإنسان من إرث قبلي أو ديني وشهادات جامعية ودورات هو رأس مال لأنه يمكن توريثه بالتراكم الثقافي إلى الأبناء والأجيال التي بعدها , فبالتالي رأس المال الثقافي هو نوع من أنواع إعادة الإنتاج تتطور عبر التراكم وزيادة الخبرات والإضافات , وهذا الرأس المال الثقافي في النهاية يتحول إلى رأس مال إقتصادي . (2 )

تعريف الculture  :

هذه الكلمة في الأصل لاتينية وأول من إستخدمها الألمان بلفظة Kultur  أي إصلاح الشيء وتهذيبه وإعادة إستخدامه , لذلك إشتقت هذه الكلمة في التعبير عن الزراعة Agri-culture   أي إصلاح الأرض وزراعتها , فبداية التهذيب والإصلاح طبقت على البشر من الناحية الأخلاقية و آداب المعاشرة و العلاقات الإجتماعية والنظافة ... إلخ . (3)

تعريف الثقافة في اللغة العربية :

يعني صقل النفس والمنطق والفطانة , وفي القاموس وثقف نفسه , أي صار حاذقاً خفيفاً فطناً , وثقفه تثقيفاً أي سواه , وثقف الرمح تعني سواه وقوّمه .واستخدم ابن السكيت عبارة ثقف الشيء بمعنى سرعة التعلم . وفي الحديث : إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو وبني آعب آن الثقف والثقافة إلى أن تقوم الساعة : الثقافة هنا بمعنى الخصام والجلاد . (4)

أهمية دراسة الإعلام و الثقافة :

أغلب الخبراء والمحللين يدرسون الثقافة لأنهم وجدوا صدام بين الأفكار والقيم والمشاعر بين الشعوب لاسيما أن المجال الإعلامي هو المروج الأكبر للثقافة , فالإعلام سلاح دو حدين يمكن من خلاله العريف بثقافة الآخر وتقبله والتسامح معه وفي المقابل يمكن أن يشكل صدام حضاري بين الشعوب , فالإختلاف الثقافي الذي يروج له من قبل الإعلام بين اليهود والفلسطنيين وبين الكاثوليك والبروتيستانت في إيرلندا الجنوبية وبين السنة والشيعة في العالم العربي سببه هو صعوبة في التواصل مع الآخر أو تقبل ثقافة الآخر . وقد توجد اختلافات ثقافية بين الأسرة نفسها : على سبيل المثال الأب أحياناً لا يفهم بعض العبارات التي تستخدم في التقنية الرقمية الحديثة مثل lol  او BRB  , فثقافة الأب غير عن ثقافة الإبن .

من يسيطر على الإعلام يسيطر على الثقافة ويتزعم العولمة الثقافية :

لما كنا ندرس التاريخ أتذكرعبارة " من ينتصر يكتب التاريخ " , لكن الآن من ينتصر هو يسيطر على ثقافة العالم , فكما يقول إبن خلدون : " المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده" , فقد كانت القوة العسكرية والاقتصادية هي الطريقة الحاسمة في إخضاع الآخر , لكننا الآن نواجه تغيراً جذرياً في طريقة إدارة صراع الثقافات , فقد أثبتت التجارب السابقة أن قوة السيف لوحدها لا تستطيع تحقيق الإمبيريالية الثقافية , فهي تحتاج إلى تنوع القوة الناعمة , فأمريكا تستخدم وسائل إعلامها من خلال الأفلام والبرامج التلفزيونية والشركات العابرة للقارات كالكوكاكولا وماكدونالدز وغيرها من الشركات التي لا تروج فقط للغذاء أو الإحتياجات الجسدية للأشخاص , بل إن هذه الشركات تروج الثقافة التي تأتي من أم هذه الشركات ( أمريكا ) .

" يرى الباحث عبد الله أبو راشد أن العولمة الثقافية هي محاولة مجتمع ما تعميم نموذجه الثقافي على المجتمعات الأخرى , وذلك من خلال التأثير على المفاهيم الحضارية والقيم الثقافية والأنماط السلوكية لأفراد هذه المجتمعات بوسائل سياسية واقتصادية وثقافية وتقنية متعددة من خلال دينامية الاختراق الثقافي واستعمار العقول واحتواء الخبراء وربط المثقفين بدائرة محدودة ينشدون إليها بصورة بعيدة عن إعمال العقل التفاعلي للذات وإبقاءه في سياق الوظيفة التيسيرية المحضة " (5) . فيتسائل الدكتور محمد عمر في كتابه ويقول " أهو عولمة ثقافية أم اختراق ثقافي ؟ ", بينما يتسائل الكاتب عزام أبو الحمام بطريقة آخرى ويقول " عولمة ثقافية أم تغريب ثقافي ؟ " ,  ويرى البعض أن من أبرز مظاهر العولمة هي الترويج للنشاط الإقتصادي الغربي التي تتمثل في الشركات المتعددة الجنسيات التي تتجاوز حدود الدول والقوميات , فهذه السلع العالمية التي تروج عبر الإعلام هو نوع من رسملة العالم بحيث يجعل المستهلك يخضع لعروضهم , وأكبر دليل على ذلك ؛ أن الناتج المحلي الإجمالي في العالم يساوي 65 تلريون دولار تقريباً , بينما ديون العالم تساوي 600 تلريون دولار !! , فالولايات المتحدة الأمريكية التي تتحكم بالإقتصاد العالمي من خلال توريط العالم بإقتصادها وبعملتها , بدليل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وقع على زيادة الدين الأمريكي إلى 17 تلريون دولار , وأمريكا تواجه صعوبات في سداد ديونها بالرغم من أنها تمتلك الحصة الأكبر من مدخول العالم , فاقتصاد أمريكا يعادل ٥٥٪ من اقتصاد العالم , و كاليفورنيا تشكل ٢.٥ ٪ من اقتصاد العالم مقارنةً مع الصين التي تملك ١.٣٪ من اقتصاد العالم اي ما يعادل نصف اقتصاد كاليفورنيا فقط !! فما بالك أخي القارئ بالولايات المتحدة بأكملها !! , فأول الدول المتضررة إذا إنهار إقتصاد أمريكا هو الصين , لذلك الصين تسعى إلى تسليف الولايات المتحدة لضمان عدم حدوث أزمة إقتصادية كما حصل عام 2008 , فديون الولايات المتحدة بأكملها تعادل 6 أضعاف الناتج المحلي للدول العربية , وذلك عبر التلاعب بسياسة النقد الدولية , ومن خلال هذه السياسة المالية , الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على المنظمات الدولية ومن ضمنها الأمم المتحدة , بحيث أن 22% تمويلها يأتي من العم سام , فكلما لم يعجبها أي قرار تحاول أمريكا تهديد هذه المنظمة بسحب الدعم عنها .

وبلا شك أن السياسات الأمريكية قد وظفت المؤسسات الثقافية والإعلامية وأجهزة المخابرات في نشر قوتها الناعمة بطريقة خبيثة , يقول الصحفي الأمريكي (James Reston) : " إن الصحفيين والكتاب ورؤساء تحرير الصحف الجامعية ليسوا بالطبع أغنياء جداً وبعضهم ضعيف ورخوا أمام الإفساد المالي , ولم تتردد وكالة الاستخبارات المركزية في استمالتهم عندما تستطيع أن تفعل ذلك ... لا تقتصر المسألة على شراء كتّاب أو جامعيين , بل ترمي إلى إقامة نظام للقيم , شكلي ومصطنع , يحصل بواسطته الجامعيون على الترقيات , ويرشى محرروا المجلات , ويعطى العلماء مساعدات مالية , وتنشر مؤلفاتهم , لا لقيمتها الذاتية , التي قد تكون أحياناً , وإنما بسبب ولائها السياسي , وإن وكالة الاستخبارات المركزية ومؤسسة فورد قد أقامتا وموّلتا جهازاً من المفكرين جرى اختيارهم لأسباب تتعلق بموافقتهم الصحيحة من الحرب الباردة ". (6)

إن إسلوب الإغراء المادي قد نجح في الولايات المتحدة الأمريكية , لأن الثقافة الأمريكية قائمة على الماديات والمصالح , ولا أنكر أن هناك صلحاء , ولكن نحن في صدد بيان الواقع الذي يعكس السياسة المهيمنة ثقافياً وإقتصادياً وسياسياً , ومن هنا يمكن القول بأن من إيجابيات حرية الإعلام في الولايات المتحدة ؛ هو إنتاج أعداد ضخم من الأفلام والمقالات و الكتب والمجلات وبعض جماعات الضغط التي تلعب دوراً في تبيان وإيضاح حجم الفساد والتخريب في الإدارة الأمريكية , فعلى سبيل المثال , تم إنتاج فلم أمريكي "الحملة" the) campaign 2012) أي الحملة السياسية للمرشحين , ففي هذا الفلم تجسدت معظم مظاهر الفساد في ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية , حيث أن في هذا الفلم سخر من النظام الديمقراطي الأمريكي في إبراز إثنين من المشرحين يتصارعون حول الإنتخابات الرئاسية الأمريكية , فتم نقد الآلية الديمقراطية الأمريكية , فمن المعلوم أن في أمريكا حزبين فقط , الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري , ولا يسمح للأحزاب الأخرى أن تتشكل إلا من خلال مظلة الحزبين , وهاذان الحزبان في النهاية مجرد ديكور يخدم في نهاية الأمر الآلهه (الطبقة الأوستقراطية) , فالمنتخب الأول (Will Ferrell) يتصارع مع (Zach Galifianakis) , وكل من المشرحين لديه مستشارين , حيث أن أحد المستشارين قال له : " إذا أردت أن تصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية فأول شرط يجب أن تتبعه هو ؛ " ألا تنتقد اليهود " , فللوهلة الأولى يظن الإنسان البسيط أن هذا الكلام مزاح وظريف ويمكن أن يمر كالهواء في الأصقاع , ولا أدري إن كان هذا زلة لسان , فأنا لا أظن أن البرنامج يقصد الإساءة إلى الآلية الديمقراطية بشكل متعمد , ولكن أستطيع أن أقول أن الفطرة تكلمت دون وعي أو إحساس بقيمة هذه الجملة من الممثل , وأود أن أضيف على ذلك , أنه تم إستبدال دولة إسرائيل (كما هو في الواقع) إلى دولة الصين , بحيث أنه وجه الإتهام إلى الصين بأنها هيمنت على السياسة الأمريكية , وأن كلا المشرحين يجب أن يخدما مصالح هذه الدولة مع بعض رجال الأعمال الأمريكيين الذين يملون الحملات الإنتخابية بملايين الدولارات , فالحملة الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 بلغت 928,638,361 $ وكانت من أبرز إنتقادات الآلية الديمقراطية في أمريكا , فأي شخص لا يوافق مصالحهم فإنه مباشرةً يتعرض إلى التهميش والحرمان ولا يروج له في الدعايات الإنتخابية , وفي نهاية الفلم قرر المرشح الثاني بأن يرفض التبعية لدولة الصين وقررخدمة مصالح الفقراء والمساكين وليس لمصلحة أرباب التجارة ودولة الصين , وإنتهى الأمر بين المرشحين بالحب والتسامح وتم القبض على هؤلاء اللصوص سراق السياسة .

ومن أشهر الأفلام الوثائقية التي فضحت الهندسة الإقتصادية الأمريكية هو فلم (Inside Job 2010) , تحدث الفلم عن أسباب الأزمة الإقتصادية في الألفية الثانية تحت قيادة المخرج (Charles H. Ferguson) , فمن خلال هذا الفلم بين حجم الفساد في الولايات المتحدة الأمريكية وفضح مؤسساتها المالية , حيث أحرج الكثير من الذين قابلهم , فسأل الدكتور (John Campbell) عن الإيداعات البنكية التي في حسابه غير راتبه كأستاذ جامعي , فكان رده التلعثم حتى طلب من المخرج بتوقيف هذه المقابلة , فهنا أثبت المخرج بأن هذا الدكتور يتلقى ملايين من الإستخبارات الأمريكية كرشوة سياسية كي لا يتكلم ضد سياسة أمريكا المالية , فهذا مجرد دكتور جامعي في قسم الإقتصاد , فما بالك برئيس القسم وبرئيس الجامعة وغيرهم من السياسيين والصحفيين !!! . يقول البرفسور في جامعة هارفرد (CHARLES MORRIS) : إن الكثير من الإقتصاديون يجنون أمولاً كثيرة من خلال ترويجهم لسياسة الحكومة الأمريكية , وإن الجامعات لا تدفع أمولاً كثيرة مقارنة مع الشركات الموالية للحكومة الأمريكية , ثم سأله عن شركة (AIG) التي ترشيه وقال : هل تشعر بالندم عندما إنخرطت مع شركة AIG ؟ , فقال : لا وأنا أرفض التحدث عن الشركة . فيا ترى , لماذا الحكومة الأمريكية تدفع لهؤلاء المهندسون الإقتصاديون أربعة أضعاف إلى مئة ضعف من المهندس المعماري ؟ , يقول أحد زعماء الإقتصاديون في آسيا (ANDREW SHENG) : إن المهندس المعماري يبني الجسور وأما المهندس الإقتصادي فهو يبني الأحلام , وأنت تعلمون متى هذه الأحلام تتحول إلى كوابيس ويدفع ثمنه الآخرون بسبب هذه النظام الإقتصادي , وبلا شك , إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من خلقت ما يسمى ب"الحلم الأمريكي" , فهو حلم كل من يسير نحو خدمة مصالح السياسات الصهيونية الذين يتاجرون بالأزمات الإقتصادية ويعيشون على إستعباد العالم , فبعد التخلص من العبودية المباشرة , إنتقلوا إلى العبودية الغير مباشرة , فالشعب عاطل وفقير, فيجأ الكثير من الأمريكان في الحصول على وظيفتين ليحصل على لقمة العيش. (7)

تأثير المسلسلات التركية المدبلجة كأداة ثقافية:

في الثمانينات والتسعينات تمت ترجمة مسلسلات مكسيكية ولكن هذه المسلسلات قوبلت بالفشل ولم تحظى بالشعبية التي تؤدي إلى التأثير الثقافي , فظنوا أن المسلسلات المدبلجة ليس لها أي فائدة ربحية , فمن المعروف أن زيادة عدد المتابعين للقنوات يؤدي إلى المزيد من الأموال التي تأتي من الإعلانات , فأتذكر لما كنت طفلاً أغلب من من يتابع هذه المسلسلات هم من النساء ولكن بعد الثورة الإعلامية حصل تغير كبير , فقد عادت هذه المسلسلات مجدداً ولكن في ثوب آخر , في 30/8/2008 , حيث بلغ عدد متابعين مسلسل نور التركي المدبلج إلى 85 مليون مشاهد في الحلقة الأخيرة .

قدمت MBC  هذه الظاهرة الجديدة في الإعلام العربي بالرغم من نجاح بعض المسلسلات الخليجية , إلا أنه بسبب كثرة المسلسلات الخليجية وتكرار مواضيعها أدت إلى حالة من الملل والنفور الإعلامي الذي أدى إلى التقليل من متابعة المسلسلات الخليجية , وبكل صراحة المسلسلات الخليجية في غالبها ليس فيها إلا مواضيع الزواج والطلاق والفلوس والنذالة  , فكانت هذه المسلسلات التركية المدبلجة توضع تحت الإختبار وجس النبض , حيث أنه في البداية كانت تعرض في بعد صلاة العشاء , ولكن بعد زيادة عدد المتابعين لجأ خبراء الإعلام في قناة MBC  إلى تغيير توقيت القناة بعد العصر , وبعدها تم تغيير موعد المسلسل إلى الساعة الثانية ظهراً حتى أنشأت قناة مخصصة للمسلسلات المدبلجة MBC DRAMA .

فالمسلسلات التركية خلقت صراعاً ثقافياً بين اللهجة السورية العامية وبين اللغة العربية البيضاء (standardized Arabic) , عندما قامت قناة MBC  بدبلجة مسلسل إكليل الورد عام 2007 و سنوات الضياع عام 2008 باللهجة السورية , فشعبية مسلسل نور التركي طغى على شعبية برنامج أوبرا الشعير (Oprah Winfrey Show) مما أدى إلى إستبدال توقيت برنامج أوبرا الذي كان يبث في الساعة التاسعة والنصف بتوقيت مكة , فخبراء الإعلام نصحوا قناة MBC  بدبلجة المسلسل إلى اللهجة السورية وترك اللغة العربية الفحصى التي فشلت مع المسلسلات المكسيكسة , حيث أثبتت الدراسات أن اللغة العربية الفصحى لا تلقى شعبية كبيرة عند عوام الشعوب العربية لأنهم يشعرون أنهم في درس أو فصل دراسي للغة العربية , فهم يريدون أن يهربون من المشاكل الدراسية أو واقعهم اليومي إلى مكان آخر يختلف عن واقعهم اليومي الذي يؤدي إلى الإشباع العاطفي والنفسي , والسبب في ذالك أن هناك دراسة سابقة تقول أن اللهجة السورية هي أكثر اللهجات التي تتماشى مع الرومنسية , فخلق إنطباع عند الرأي العالم أو الجماهيير أن اللهجة السورية تواكب الرومنسية , كما أن فرنسا خلقت إنطباع عند الأوروبيين أن باريس هي عاصمة الرومنسية , فمن أراد قضاء شهر العسل فليزر برج إيفل , وكل هذه الأشياء من أجل زيادة عدد السياح الأجانب من مختلف الدول .
بعد نجاح المسلسلات التركية المدبلجة ي العالم العربي , زادت من إنتشار أسماء أبطال المسلسلات التركية عند الأطفال حديثو الولادة بشكل رهيب , فالكثير من الأسر لجأت إلى تسمية أولادهم بمهند ونور أحد أقطاب وأبطال المسلسلات التركية أنذاك , على سبيل المثال : في غزة تمت زيادة بيع الملابس التي تحمل إسم مهند ونور وتم إستبداله بالقمصان التي تحمل القادة السياسيون , فهذا نوع آخر من التغير الثقافي الناتج من تعريب الأسماء الأعجمية , حيث أنه تم إستبدال (Mehmet) ب مهند وإبقاء إسم نور للمرأة التركية , ويبدو أن إسم مهند يحمل نبرة أكثر رومنسية من إسم محمد الذي له دلالة دينية مقدسة وربما قد تكون مألوفة أو مكررة , فخبراء الإعلام يعلومن جيداً أن الجمهور يتطلع إلى شيء جديد ومألوف , فكان إختيار إسم مهند مناسباً لهذه الأدوار الرومنسية .

كما أن تصوير موقع المسلسل كان له أثر ومردود سياحي وقبل ذلك ثقافي أيضاً , فعندما تم تصوير مقطع رومنسي في قصر عثمان الذي يحتوي على خلفية إسلامية وكانت تمثل مركز الخلافة العثمانية الإسلامية ؛ إزدادت الهجرات السياحية بشكل رهيب مما أدى إلى رفع مستوى الإقتصاد التركي , فيرى البعض أن هذا التهجين الثقافي ( المزج بين الثقافة التركية الإسلامية الغربية ) هو نوع من دس السم في العسل أو دس العسل في السم بالرغم من قص بعض المقاطع التي لا تلائم المشاهد العربي , وبهذا هم يرمون إلى نشر ثقافتهم الدخيلة بواسطة التهجين الثقافي , فيسعون ليلاً ونهاراً للهيمنة الثقافية لتطغى على القيم الإسلامية والعربية وتذوب القيم العربية تدريجياً إنطلاقاً من نظرية الحقنة أو ما يسمى بالرصاصة , وتم إعادة بناء ثقافة المسلسل على أساس التقارب الثقافي بين الأتراك والعرب وليس على أساس التشابه أو التطابق الثقافي , فالبعد الثقافي (مثل المسلسلات المكسيكية ) قد يؤدي إلى حالة من اللامبالاة , وكذلك التطابق الثقافي يؤدي إلى حالة من الإحباط النفسي , فالجمهور يحتاج إلى شيئ غريب ولكنه في نفس الوقت قريب منه يفهم ثقافته وإحساسه ونفسيته دون أن يؤثر على مبادئه الجوهرية , وعلى غرار ذلك , يرى البروفيسور الأردني حسين الخزاعي المتخصص في علم الإجتماع , أن مسلسل نور أبرز لنا قيم محمودة كالمحبة والترابط الأسري والتسامح واحترام المسنين وبر الوالدين , وفي نفس الوقت يرى بأن المسلسل يحض لقيم الشك والكذب والأنانية , كما يرى بعض المحافظون أن المسلسل يدعو إلى تحريض المرأة المسلمة على الإنحلال الخلقي الذي يعارض ثوابت الدين والعادات والتقاليد العربية التي تؤمن بأن الشرف والعفة قيمة أصيلة للمرأة العربية , وأن التبرج أي الإسراف في الخروج من المنزل بسبب أو بدون سبب هي صفة مناقضة لمبادئ المرأة العربية الأصيلة .

وهذا الكلام يذكرني بالأميرة سالمة بنت سعيد بن سلطان البوسعيدي (1844-1824) آخر أميرة زنجبارية في عمان , وقد ألفت كتابها " مذكرات أميرة عربية " في ألمانيا عام 1886 ,  ترعرعت في كنف أبيها سلطان مسقط وزنجبار , وأمها كانت شركسية , تزوجت القبطان هنريك رويتي الألماني وأعتنقت الديانة المسيحية , فكان الغربيون يسألونها هذا السؤال بشكل دائم " كيف تستطيع النساء العيش في بلادكم دون شغل أو عمل ؟ " , فأجابت الأميرة : " السؤال ليس بعد بالمستغرب من وجهه نظر أهل الشمال الذين لا يستطيعون تصور الحياة بلا عمل , بالإضافة إلى أنهم باتوا مقتنعين بأن المرأة في الشرق لا تكلف نفسها طيلة النهار تحريك أنملة , وإنما تقضي وقتها في خمول وعزلة وفراغ في بيت الحريم . وأضافت الأميرة " أن الظروف الطبيعية تختلف في بعض بقاع العالم عن بعضها الآخر , وهذه الظروف هي التي تتحكم في تكوين آرائنا وعاداتنا وأساليب معيشتنا ومتطلبات حياتنا " . فهذه الظروف أجبرت الغربي على العمل أكثر , بينما الشرقي لا يحتاج إلى بذل المزيد من العمل , وذلك لأسباب مناخية و ثقافية , فإنخفاض درجات الحرارة في الغرب زاد في متطلبات الحياة اليومية كاللباس الشتوي والأطعمة , بينما الزنجباري لا يحتاج إلى الملابس الثقيلة والأكل الكثير , فالجو معتدل والفاكهة في كل مكان والبحر مليئ بالأسماك , فالحياة بالنسبة للزنجباري أسهل , بالإضافة إلى ثقافة القناعة والبساطة المنتشرة عند الزنجباريون بعكس الغربيون الذين يحتاجون إلى الغرور والبحث عن المكانة الإجتماعية الرفيعة , فهي كالغريزة التي تجعل الغربي يستمر في حياته والبحث عن كيانه , " فالقناعة كنز لا يفنى " كما تقول الأميرة . كما أن الأميرة إنتقدت الأفكار الخاطئة عند الغرب في تصورهم عن المرأة الشرقية , فالغرب يظن أن المرأة الشرقية ليس لديها عمل يومي , فالأدق أن المرأة الشرقية لا تعمل خارج إطار منزلها لعدم حاجتها إلى العمل , فلا تحتاج إلى الرسم أو الرقص على المسرح أو الورود في الحفلات الليلية ( كما هو الشائع عند الغربيات ) , فالمرأة الشرقية تستغل وسائل أخرى لقضاء أوقاتها لتحقق سعادتها . فتقول الأميرة : " فنحن الجنوبيات سعيدات وراضيات بحياتنا , ولا نعرف هذا اللهاث المسعور وراء المال والملذات , ولا نقره ولا نرضى به , ولا يهمنا بعد ذلك أن تتهمنا المرأة الأوروبية بالتخلف والجمود " . لذلك , ذكرت الأميرة إنخداعها بظواهر الحياة الغربية منذ الوهلة الأولى , حتى زرات بعض العائلات الأوروبية وتكيفت معهم , فكان السرور والفرح يغمر في وجوههم ظاهرياً , فظنت أن الحياة في أوروبا أقرب إلى السعادة والهناء من بلدها الأصلي , ولكن سرعان ما أن إنكشفت الحقائق , وأن الغربيون يبدون غير ما يظهرون , فهم في نفاق وتصنع زائف , ظاهره في الرحمة وباطنه من قبله العذاب  , فتقول الأميرة " فقد تعرف على الكثير من الزيجات التي ظاهرها السعادة وباطنها شر أنواع العذاب . وقد إنتهيت بي ملاحظتي المتكررة إلى أن نظام الزواج المسيحي لا يفوق النظام الإسلامي في شيء , ولا يحقق بذاته سعادة أكثر .والحقيقة التي انتهيت إليها والتي لا شك فيها أن السعادة العائلية والانسجام الزوجي لا علاقة لهما بنظم الزواج ولا بدين المرء أو معتقده أو تقاليده , وإنما يعتمدان أولاً وأخيراً على مقدار تفهم كل من الزوجين للآخر " . ومن ثم , وجدت أن الأميرة إعترفت أن المرأة الغربية أكثر تحرراً من المرأة الشرقية , فالغربية تستطيع أن تواجه القضاء بينما العادات والتقاليد الشرقية تمنع ذلك , فالغربيات ينظرن إلى الشرقيات وكأنهن دمية ملفوفة . وفي المقابل , الأميرة تجد الغربية الأكثر تطرفاً من ناحية لباسها وزينتها ومبالغتها في الظهور في الحفلات والأسواق و إختلاطها بالرجال .أما بالنسبة للعلاقات الزوجية , فإن الغرب يظن أن الإنسان العربي يعامل زوجه باحتقار وازدراء , فتقول الأميرة " فديننا الاسلامي يمنع ذلك منعاً باتاً , ويساوي بين الجنسين , واذا كان الدين قد منح الرجال حقوقاً أكثر من النساء فإنه في الوقت نفسه أوجب عليهم حمايتهن ورعايتهن . والمسلم يخاف الله ويرعى تعاليمه حتى آخر لحظة من حياته لأنه لا يؤمن بلقاء الله بعد الممات , ويأمل بثوابه ورضاه في الآخرة أيضاً , ولهذا فهو أحرص من كثير من الأوروبيين على رعاية نسائه وبناته طاعةً لله واحتراماً لأوامره " . من أجل هذا يجب علينا أن ننتبه إلى أنفسنا وأن نتملك العلم كي نرد أي هجوم إعلامي في قضية المرأة المسلمة , فسأذكر لاحقاً الإزدواجية الغربية في حقوق المرأة . (8)

إزدواجية الإعلام الغربي في التعامل مع الثقافات :

الحلال VS  الكشروت :

لحسن حظنا , نحن العرب والمسلمين لدينا أشياء مشتركة مع ثقافات وأديان الآخرين , فنجد الإعلام الغربي والأمريكي على وجه الخصوص يشن هجمات ثقافية على المسلمين , وأبسط مثال على ذلك , الإزدواجية في تعاملهم مع المسلمين واليهود , فالمسلمين لديهم الذبح الحلال واليهود لديهم (كشروت) , عندما نسمع ونقرأ خطابهم نجد بأنهم يتهمون المسلمين بأنهم متخلفين وبرابرة لأنهم لا يرحمون الحيوانات , فيبدأون بنشر الإسلامافوبيا كما كانت النازيون ينشرون المعادة لليهود , فنجد أن هتلر إستخدم نفس الإسلوب ونفس الخطاب لدى الألمان عندما إتهم اليهود بالوحشية ضد الحيوانات لأنهم يذبحون على طريقة الكشروت التي توازي الذبح الحلال عند المسلمين , فأنا شخصياً عندما تناقشت مع أمريكي على الشبكات العنكبوتية وأعطاني مقالة لأحد الإسلامافوبيون يدعى (Amitabh Pal) تتحدث عن الوجبات الإرهابية التي تروجها شركة (Whole Foods) , ولا أدري إذا كان بن لادن يأكل الحمص في كهفه , لأن الحمص قد أصبح طعام الإرهاب بالنسبة لهؤلاء المرضى !! , فقال لي : "أنتم المسلمون وحشيون ولا ترحمون الحيوانات" وبدأ يتهكم على الإسلام والمسلمين حتى إنتهى من كلامه , فبدأت أسأله بسؤال محرج وحساس , فقلت له : "يا صديقي , أتقول عن اليهود والمسلمين بأنهم متخلفون وبرابرة ؟" فصدم من السؤال وقال : "ما علاقة اليهود بكم؟" , فقلت له اليهود لديهم الكشروت ونحن لدينا الحلال , فما فالفرق بينهم ؟ , فبهت وتعجب , وبعد أيام أتاني ليقدم إعتذاره , فأنا شخصياً لا ألومه كثيراً لأنه وقع في فخ الإعلام الصهيوني الذي يبث الكراهية ضد المسلمين ليلاً ونهارا . (9)

الإزدواجية في التعامل مع قضية الإرهاب :

في الصورة آنفاً مكتوب " أي حرب بين المتحضرين و الهمجي (أي الفلسطنيون) , إدعموا الإنسان المتحضر , إدعموا إسرائيل واهزموا الجهاديون" , فكان لدى العرب ردة فعل , وتم تغيير هذا الخطاب بإستخدام الفوتوشوب إلى " أي حرب بين المستعمَر والمستعمِر , إدعموا المضطهدون , إدعموا حقوق الفلسطنيون للقضاء على العنصرية " , ومن الجدير بالذكر أن الفيلسوف الألماني جورج مقلي دعى إلى تحرير الرأي العام من عملية غسيل الدماغ التي تمارسها وسائل الإعلام الغربية , وإنتقدهم في ربط الإرهاب بالمسلمين فقط , وقد ألف كتاباً يدعو إلى الدفاع عن حقوق الفلسطنيون , "ولم يتردد جورج مقلي خلال محاضرته (التي ألقاها في جامعة الملك سعود في مايو 2010) في تقديم وجهة نظر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أما الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، فيما يخص مفهوم الارهاب والذي يناقض المفهوم القائم على زدواجية المعايير التي يكرسها الخطاب الإعلامي الغربي، حيث يشير عرفات قائلا: من يناضل من أجل قضية عادلة وتحرير بلاده وضد الاجتياح والاستغلال وضد الكولونيالية (الاستعمار) ، لا يمكن أن يكون إرهابيا". , إلا أن الأحزاب الصهيونية في أوروبا أدرجت كتابه في لائحة الكتب المعادية للسامية , فأين حرية الفكر وحرية التعبير التي يدعونها هؤلاء ؟ . (10)

إزدواجية الإعلام الغربي في التعامل مع حقوق المرأة :

نجد الإعلام الغرب يشن حرباً على العرب والمسلمين ويتهمونهم بهتك حقوق الطفل والمرأة عندما يتم تزويجهن في سن مبكر ويعتبرون زواج القاصرات تحت سن 18 , ولكن إتضح لنا إزدواجية الصحف الغربية مع زنى الأطفال , ففي الصحف والمواقع البريطانيا نجد تعاطف رهيب مع الطفلة وتشجيع من الأب والأم , وقد سأل صحفي الأب : هل تشعر بالعار من إبنتك ؟ , فقال : لا , أنا فخور بإبنتي وفخور بصديقها , إنهو ولد صالح , وفي المقابل , مع إنني ضد زواج القاصرات , لكنني أؤمن بأن زواج القاصرات أشرف للبشرية من زنى القاصرات إذا أخذنا بمعاييرهم عن مفهوم القاصرات , فإذا كان الإعلام الغربي صداقاً فليشدد على ظاهرة إنجاب القاصرات , وليركزوا على إستغلال اليتيمات في شركات الأفلام الإباحية , وليركزوا نسبة الإغتصاب المرتفعة عندهم . (11)

الخاتمة:

يجب أن نجاري الإعلام الغربي , ولكي نجاريهم يجب علينا أن نطور من أنفسنا في المجال التعليمي وإنشاء قاعدة إعلامية عالمية تخاطب الغربي بمختلف لغاتهم , وأهم من هذا بناء مؤسسات لإنتاج الأفلام توازي جودة الأفلام الأمريكية , لأن تأثير الأفلام أقوى بكثير من تأثير الكتب والصحف والمجلات , فمن الضروري أن نخلق ثقافة مشتركة ونأتي بكلمة سواء من جميع ثقافات العالم , قيمة العدالة والتنمية والإيثار والأخوة ونصرة المظلوم ومحاربة الظلم , يجب أن نطبق ثقافتنا أولاً على أنفسنا ونظهر ثقافتنا الحقيقية , فإننا نتعرض لتشويه ثقافي من قبل الإعلام ومن قبل بعض الفاسدين ,  فصامويل هانتجتون ألف كتاب وسماه صراع الحضارات , فيجب دحر هذه النظرية العنصرية ونخلق تآلف الحضارات , لأن الهدف من وجود الشعوب هو للتعارف وللتعاون وليس للتصارع والتصادم كما قال ربنا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).

المراجع والمصادر:

1- كتاب الثقافة الإسلامية , جامعة قطر , ط2008

2- (ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻰ ﻓﻰ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻰ,إنجي محمد عبد الحميد, ص 17 , المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية )

3- الإعلام الثقافي , الفصل الثاني


5- ( د محمد عمر الحاجي , عولمة الإعلام والثقافة , ص 107, ط2002, دار المكتبي سوريا )

6- (نفس المصدر الذي ذكرناه آنفاً)

7- (Roy Smith , Imad El-Anis and Christopher Farrands, International political Economy In the 21st century,Pearson print , England,2011))




8- مقالة باللغة الإنجليزية (Dubbed Turkish soap operas conquering the Arab world:social liberation or cultural alienation, Alexandra Buccianti,2009))




11- http://news.bbc.co.uk/1/hi/uk/432463.stm