23‏/01‏/2012

محبة الله ورسوله لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولأوليائه الصالحين




بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى في سورة طه .....  أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ          مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي


قال الشيخ محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن


مِنْ آثَارِ هَذِهِ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَلْقَاهَا اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ وَنَبِيِّهِ
 مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا

الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَا ذَكَرَهُ جَلَّ وَعَلَا فِي " الْقَصَصِ " فِي قَوْلِهِ : وَقَالَتِ امْرَأَةُ

فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ  ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي : أَيْ

أَحَبَّهُ اللَّهُ وَحَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ . وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ : جَعَلَ عَلَيْهِ مَسْحَةً مِنْ جَمَالٍ لَا

يَكَادُ يَصْبِرُ عَنْهُ مَنْ رَآهُ . وَقَالَ قَتَادَةُ : كَانَتْ فِي عَيْنَيْ مُوسَى مَلَاحَةٌ ، مَا رَآهُ أَحَدٌ

إِلَّا أَحَبَّهُ وَعَشِقَهُ . إنتهى


ورد في الأنصار حديث: ( لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) وورد الحديث نفسه في علي - كرم الله وجهه - : ( لا يحب علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق )، والحديثان في مسلم، وبوب النووي لهذا باباً بعنوان: ( باب حبّ علي والأنصار من الإيمان ). وعلي والأنصار قد ذمّهما بنوا أمية وظلموهما! ولا يخفى أن بني أمية قد ظلموا علياً بالقتال واللعن على المنابر، وقتل الذرية كالحسن والحسين وزيد بن علي، وقتل الأتباع كحجر بن عدي وأصحابه ..والتضييق على بقية محبي الإمام علي ... أما الأنصار فقد آذاهم بنوا أمية بالسبّ والهجاء ومنع العطاء، أو التفاخر عليهم بالقرشية. وهذا الظلم من بني أمية لعلي والأنصار يستوجب وجود شيءٍ من النفاق
 ..

ومن شروط المحبة الإتباع والنصرة كما قال الله في كتابه : (  قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ
 فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)

فمحبة الله في الإسلام كسبية ، فالنصارى يقولون بأن الله يحب كل شيء ، يحب الشيطان ويحب الشر ويحب الذين قتلوا الأنبياء والمرسلين .
 


أما الله ذكر صراحةً في آيات كثيرة : ِإنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ , إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ, إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ..... إلخ 




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة : 54]
ومن شروط كسب محبة الله بأن يكونوا رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على المرتدين, يجاهدون أعداء الله, ولا يخافون في ذات الله أحدًا.

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ... هذه في سورة الفتح
كَانَ بَيْن خَالِد بْن الْوَلِيد وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف شَيْء فَسَبَّهُ خَالِد ... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
 ‏
 لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ، مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلا نَصِيفَهُ  )


مع فضل خالد بن الوليد وهو سيف الله المسلول ... ولا شك أن خالد كان بطلاً مغوارا إلا أنه لا يصل إلى منزلة المهاجرين والأنصار

الولي التقي النقي عمار بن ياسر رضوان الله عليه من خيرة صحابة رسول الله ومن شيعة الإمام علي عليه السلام  


عن خالد بن الوليد رضي الله عنه : كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول
 فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم،قال فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت فبكى عمار وقال :
يا رسول الله ألا تراه ؟

 فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فقال:


 من عادى عمارا فقد عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله
قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي.
موقف عمرو بن العاص 

قَالَ رَجُلٌ  لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :

 
أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُ أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا ؟

قَالَ   : بَلَى قَالَ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ - وآله - وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّكَ وَقَدْ اسْتَعْمَلَكَ

فَقَالَ  :  قَدْ اسْتَعْمَلَنِي فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ أَوْ استعانةً بِي 

وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ

 فقال : ذاك قتيلكم بصفين . قال : قد والله فعلنا . 


رواه الطبراني وأحمد


فلذلك إتجه عمرو بن العاص مباشرةً إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليسأله عن حب النبي له .

في صحيح البخاري : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل ، قال : فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : ( عائشة ) . قلت : من الرجال ؟ قال : ( أبوها ) . قلت : ثم من ؟ قال : ( عمر ) . فعد رجالا ، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
 . )



وفي صحيح البخاري ، ‏عن عكرمة : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد ، فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يصلحه ، فأخذ رداءه فاحتبى ، ثم أنشأ يحدثنا ، حتى أتى ذكر بناء المسجد ، فقال : كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم ، فينفض التراب عنه ، ويقول : ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار . قال : يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن .

وفي رواية : قاتل عمار و سالبه في النار

لنرى القرآن ماذا يقول عن دعاة النار

في تفسير القرطبي :


في قوله تعالى : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به ، قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم . ابن جريج : لا تميلوا إليهم . أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم ; وكله متقارب . وقال ابن زيد :الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم  .

مؤمن آل فرعون

ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ( 41 ) تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ( 42 ) لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ( 43 )


عن الطاغية فرعون :

تفسير القرطبي : 


القول في تأويل قوله تعالى : ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ( 41 ) وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ( 42 ) )  

يقول تعالى ذكره : وجعلنا فرعون وقومه أئمة يأتم بهم أهل العتو على الله والكفر به ، يدعون الناس إلى أعمال أهل النار ( ويوم القيامة لا ينصرون ) يقول جل ثناؤه : ويوم القيامة لا ينصرهم إذا عذبهم الله ناصر ، وقد كانوا في الدنيا يتناصرون ، فاضمحلت تلك النصرة يومئذ . 

وقوله : ( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ) يقول تعالى ذكره : وألزمنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خزيا وغضبا منا عليهم ، فحتمنا لهم فيها بالهلاك والبوار والثناء السيئ ، ونحن متبعوهم لعنة أخرى يوم القيامة ، فمخزوهم بها الخزي الدائم ، ومهينوهم الهوان اللازم .

عن حذيفة بن اليمان :

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ،


فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟

قال : ( نعم ) . 
قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ 

قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . 
قلت : وما دخنه ؟ 

قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) .
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ 

قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). 
قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، 

قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . 
قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ 

قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . 
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ 

قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .



ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : 

 عن أبو سعيد الخدري : قام النبي صلى الله عليه - وآله - وسلم يوم غدير خم
 


فأبلغ فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟



  ادن يا علي


 فدنا فرفع يده ورفع النبي صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه

فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، سمعته أذناي

 قال ابن شريك فقدم عبد الله بن علقمة وسهم فلما صلينا الفجر قام ابن علقمة قال:

 أتوب إلى الله من سب علي


من مواقف بريدة بن الحصيب مع الصحابة
:
عن بريدة رضي الله عنه، قال  : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط
 
قال : و أحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا رضي الله عنه قال: فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه عليا 
قال: فأصبنا سبيا

قال: فكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابعث لنا من بخمسة
 
قال: فبعث إلينا عليا رضي الله عنه و في السبي وصيفة هي من أفضل السبي
 
قال: و قسم فخرج و رأسه يقطر فقلنا يا أبا الحسن ما هذا قال: أ لم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت و خمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم صارت في آل علي و وقعت بها 
قال: فكتب الرجل إلى نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت ابعثني مصدقا
 
قال: فجعلت أقرأ الكتاب و أقول صدق قال فأمسك يدي و الكتاب قال أ تبغض عليا ؟
 
قال: قلت نعم
 
قال: فلا تبغضه و إن كنت تحبه فازدد له حبا فو الذي نفس محمد بيده لنصيب علي في
الخمس أفضل من وصيفة

 
قال: فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أحب إلي من علي

 
قال عبد الله فو الذي لا إله غيره ما بيني و بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحديث غير أبي بريدة .


 غدير خم 

 قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم غدير خم ,
 اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وعن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ).


أي أن الذي يريد محبة الله ونصرته ، فليحب علي بن أبي طالب وينصره ، ومن يعاديه فالله يعاديه ، ومعاداه علي بن أبي طالب نفاق.


قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم  ( لأعطين الراية غدا ، أو : ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ) .


موقف سعد بن أبي وقاص في سب علي بن أبي طالب 

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه , قال :
 

 أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً

فقال
 : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟

 فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
 فلن أسبه . لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم .

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . إلا أنه لا نبوة بعدي " .

 وسمعته يقول يوم خيبر " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال فتطاولنا لها فقال " ادعوا لي عليا " فأتي به أرمد . فبصق في عينه ودفع الراية إليه . ففتح الله عليه .

 ولما نزلت هذه الآية : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال " اللهم ! هؤلاء أهلي  " . 
 

   


فسعد بن أبي وقاص كان يعلم جيداً بأن سب علي نفاق فلذلك إمتنع عن السب ، لا كما يقولون البعض بأن المقصود بالسب هنا , أي ما منعك أن تخطأه ، فلو كان ذلك لبرّر له صحة مواقفه وإكتفى بذلك ، ولا حاجة إلى ذكر فضائله ، لكن الأمر أعظم من التخطأه ، الأمر متعلق بالنفاق والإيمان ، فلو كان كما يقولون لأستلزم عليهم عصمة علي بن أبي طالب كما يقولون غلاة الشيعة . 

وبعضهم يقول : أن معاوية لم يأمر بسب علي وإنما هو أراد أن يستفسر فقط !!!
وبعضهم قال : معاوية أراد أن يبين لبعض أتباعه فضائل علي بن أبي طالب ليتوقفوا عن سبه !!!

شر البلية ما يضحك ههههههههههههههههه

أقول لهم عجيب أمركم ! ... ماذا تقولون في قول الله سبحانه : 


قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [الأعراف : 12]

قال تعالى منكرًا على إبليس تَرْكَ السجود: ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك؟ فقال إبليس: أنا أفضل منه خلقًا; لأني مخلوق من نار, وهو مخلوق من طين. فرأى أن النار أشرف من الطين.


قال إبن كثير في تفسيره 
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) . 

قال بعض النحاة في توجيه قوله تعالى : ( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) لا ) هاهنا زائدة . 

وقال بعضهم : زيدت لتأكيد الجحد ، كقول الشاعر :

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله
فأدخل " إن " وهي للنفي ، على " ما " النافية; لتأكيد النفي ، قالوا : وكذلك هاهنا : ( ما منعك ألا تسجد مع تقدم قوله : ( لم يكن من الساجدين ) .

حكاهما ابن جرير وردهما ، واختار أن " منعك " تضمن معنى فعل آخر تقديره : ما أحوجك وألزمك واضطرك ألا تسجد إذ أمرتك ، ونحو ذلك . وهذا القول قوي حسن ، والله أعلم . 

وقول إبليس لعنه الله : ( أنا خير منه من العذر الذي هو أكبر من الذنب ، كأنه امتنع من الطاعة لأنه لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول ، يعني لعنه الله : وأنا خير منه ، فكيف تأمرني بالسجود له؟ ثم بين أنه خير منه . 


قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا [طه : 92]

قال موسى لأخيه هارون: أيُّ شيء منعك حين رأيتهم ضلُّوا عن دينهم ؟


قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ [صـ : 75]

قال الله لإبليس: ما الذي منعك من السجود لمن أكرمتُه فخلقتُه بيديَّ؟ أستكبرت على آدم، أم كنت من المتكبرين على ربك؟ وفي الآية إثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى, على الوجه اللائق به سبحانه.

قال الطبري 
فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَمْ أَسْجُدْ لِلَّذِي أَمَرْتَنِي بِالسُّجُودِ لَهُ لِأَنِّي خَيْرٌ مِنْهُ وَكُنْتُ خيراً لِأَنَّكَ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ

التفسير الكبير المسمى البحر المحيط
قال يا إبليس ما منعك أن تسجد ، وفي الأعراف : ( ما منعك ألا تسجد ، فدل أن تسجد هنا ، على أن لا في ( أن لا أقول زائدة ، والمعنى أيضا يدل على ذلك ؛ لأنه لا يستفهم إلا عن المانع من السجود ، وهو استفهام تقرير وتوبيخ

75 - (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه (أستكبرت) الآن عن السجود استفهام توبيخ (أم كنت من العالين) المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم

فقال جعفر عليه السلام: نقول والله ما علمنا من الحق، ومَا أمر به نبينا من الصدق كائناً ذلك ماكان.
فلما جاؤوه لم يسجدوا له. فقال عمرو: أَيها الملك إنهم قد استكبروا أن يسجدوا لك.
فقال النجاشي: ما منعكم من ذلك وأن تحيوني تحية من قصد ؟
فقال جعفر عليه السلام: أيها الملك إنا لا نسجد إلاّ للذي خلقنا وخلقك.

توبيخ . ( وبخ ) :

1 - مصدر وبخ . 2 - لوم ، تأنيب .

المعجم: الرائد

توبيخ :

1 - مصدر وبَّخَ .

2 - ( القانون ) عقوبة تصدر عن مجلس تأديبيّ " كان التَّوبيخ عقوبة الموظَّف المقصِّر في عمله " .

المعجم: اللغة العربية المعاصر
توبيخ - تَوْبِيخٌ :

جمع : ـا ت . [ و ب خ ] . ( مصدر وَبَّخَ ) . " تَلَقَّى تَوْبِيخاً مِنَ الْمَجْلِسِ التَّأدِيبِيِّ " : أيْ لَوْماً ، تَأنِيباً ، تَعْيِيراً . " قَسَاوَةُ التَّوْبِيخِ وَأوْجَاعُ الجَلْدِ بِالسِّيَاطِ وَظُلْمَةُ السِّجْنِ " . ( جبران خ . جبران ) .

المعجم: الغني


واليكم رأي إبن تيمية من كتابه " منهاج ألسنة النبوية " في سب معاوية للإمام علي رضي الله عنه

منهاج السنة النبوية - (ج 5 / ص 42)

وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبى فقال ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب فقال ثلاث قالهن رسول الله ... فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم الحديث فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه ..

منهاج السنة النبوية - (ج 7 / ص 137)

أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون ولم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه ويسبونه و يقاتلونه..

و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد أبغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية

لكن معلوم أن الذين أحبوا دينك أفضل و أكثر و أن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام

و اقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر و عمر

بل شيعة عثمان الذين يحبونه و يبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان

انقص منهم علما و دينا و أكثر جهلا و ظلما فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم

و إذا قيل علي قد ادعيت فيه الألوهية و النبوة قيل قد كفرته الخوارج كلها و أبغضته المر وانية
و هؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية " 
وها هو إبن تيمية يذكر لنا ويعترف بأن كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضون الامام علي (عليه السلام ) ويسبونه ويقاتلونه فهل تكفرون أيضاً هؤلاء  الصحابة

المصدر : http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=761&idto=761&bk_no=108&ID=424
في السلسلة الصحيحة للألباني ، روي أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب فقام إليه زيد بن أرقم فقال يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات فلم تسب عليا وقد مات ؟ .

موقف أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله


عن أبي عبد الله ، قال : قالت لي أم سلمة - رضي الله عنها-  أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم على المنابر ؟

 قلت : سبحان الله وأنى (كيف) يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

 قالت: أليس يسب علي بن أبي طالب ومن يحبه ؟

 وأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه.

الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني
 - المصدر: السلسلة الصحيحة -  خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

وفي رواية : قالت أم سلمة: يا أبا عبد الله أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ؟

 قلت: ومن
 يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

 قالت: أليس
 يسب علي ؟  . . . .


قال تعالى : ( 
إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ

أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية : 19]

كان ابن المرتضى - كسائر الزيدية - قريباً من مذهب الاعتزال، وفي قضية الإمامة كان يتولى - كسائر الزيدية - أبو بكر وعمر، وعثمان بن عفان في السنين الأولى من حكمه، ويرى أفضلية علي على أبي بكر، ولكن يقول بجواز تقديم إمامة المفضول على الأفضل لاعتبارات سياسية وعملية.. ويقول بتأول بعض الصحابة تأويلاً خاطئاً لا يقدح في إسلامهم ولا في فضلهم، وهو يحكم بالخطأ القريب من الفسق على من قاتل علياً في موقعة الجمل، ويقول بفسق معاوية بن أبي سفيان، ولا يكفره.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين