29‏/05‏/2014

تلخيص كتاب مالك بن فهم الأزدي للكاتب خالد بن سليمان الخروصي

تلخيص كتاب مالك بن فهم الفراهيدي
هذا الكتاب كتبه خالد بن سليمان بن سالم الخروصي من سلطنة عمان وطبعته وزارة التراث والثقافة العماني , فهذا الكتاب يجسد الإرث التاريخي الكبير لعمان بشكل خاص والعرب بشكل عام , حيث أنه ذكر الأمم التي سكنت عمان سابقاً كالسومريون (4000 ق.م) والكلدانيون والعاديون (قوم عاد الذين ذكروا في القرآن ) و الفينيقيون و الآشوريون والبابليون والفرس والسبأيون والطسميون (العرب البائدة وهم العمالقة) والقحطانيون والأخمينيين الفرس وأخيراً الأزد , ومالك بن فهم من الأزد , وهي قبيلة تفرقت بعد إنهيار مأرب وإنتقلوا إلى السراة (الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن جنوب شرق مكة المكرمة ) , ثم إنتقل مالك إلى عمان إثر خلاف مع بنو أخيه بعدما قتلوا كلبة كانت تؤذيهم في نومهم وأغنامهم , فغضب إثر ذلك وإنتقل إلى عمان , وكان سبب إختياره لعمان هو الدفاع عن أرض آبائه وأجدادة بعد الإحتلال الفارسي , وكان يخطط لطرد الفرس من عمان , فعد العتاد لطرد المرزبان (حارس الحدود الفارسي) , تم التعاون مع المهرة في منطقة شحر , ثم نزل إلى قلهات , والسبب في ذلك أن الفرس لم تكن تحت سيطرتهم ويقول الكاتب ربما لأنه يريد المناصرة من القبائل الموجودة هناك , ونظراً لمينائها الواسع التي تلفها الجبال , وبهذه الطريقة فهي كالحصن يصعب على الغزاة مهاجمتها , فهي مشهورة جداً عند المؤرخين بدورها الملاحي الريادي , وبعدها تغلل مالك وجيشة إلى منطقة الجوف (إزكي ونزوى وإلى الحمراء وبهلا وجبل الكور ونجد السحاماه والخازيم والمصلى وجنوب بسيا ومن الشمال الجبل الأخضر ), فعسكر في الصحراء , وذكر الكاتب أن مالكاً كان داعياً إلى السلام بدليل أنه أرسل إليهم رسالة سلام ليطلب منهم أن يفسحوا له في الملأ والكلأ ويقيم معهم , وهذا يدل على أن الحرب هو خياره الأخير , ولكن الفرس إحتقروه وقالوا : ’’ ما نحب هذا العربي ينزل معنا فيضيق علينا أرضنا وبلادنا , فلا حاجة لنا إلى قربه وجواره‘‘.

 فكان الفرس على عادتهم يحتقرون العرب ولم يقيموا للدم ولا للمهاجر وزنا, وكان ردة فهل مالك عنيفة , حيث أنه هددهم بالحرب وسبي ذراريهم , ويؤكد الكاتب على فطنة وشجاعة مالك , فقرر التعسكر في الفلج ليتزود من مياهها , ومن الجدير بالذكر أن علماء التاريخ في جامعة السلطان قابوس وجدوا بعض القطع الفخارية , وفي الجبال من جهة الجنوب وجدوا صخرة مكتوب عليها ’’ من إبراهيم خليل الله , التقينا في هذا المكان سبعون فارساً لاهم من منح ولا من نزوى ‘‘ , ثم إنتقل إلى وبال (حالياً تسمى منال) ليمنع أي كماشة فارسية من الناحية الخلفية , فأصبح مالك يشد الهمم ويرفع العزم وقال : ’’ يا معشر الأزد , يا أهل القبائل والحفاظ , حاموا حاموا عن أحشامكم , وذبوا عن أبنائكم , وقاتلوا وناصحوا ملككم وسلطانكم , فإنكم إن انهزمتم تبعتكم العجم بجنودها فاختطفوكم واصطادوكم بين كل حجر ومدر , وثاروا على ملككم وسلطانكم , فوطنوا أنفسكم على الحرب وعليكم بالصبر والحفاظ , فإن هذا اليوم له ما بعده ‘‘ , فقرر المرزبان الفارسي أن يعسكر في جمّ ومعه 40 أو 30 ألف مقاتل ومعه الفيله بهدف ترهيب العرب وحمايتهم من نبل ورماح العرب , بينما العرب كانوا 6000 مقاتل فقط , ثم نزل إلى سّلوت (قريبة من نزوى) , وذكر الكاتب بعض الآثار التي اكتشفت فيه المنطقة وأهمية هذا الموقع عبر العصور , وعندما إلتقى جيش العرب والفرس في سّلوت , كانت الأعداد والأسلحة متباينة , فالفرس كانوا يستخدمون الفيلة والملابس الثقيلة , بينما العرب كانوا يستخدمون الخيول وكانت ملابسهم خفيفة , مما يؤدي إلى السرعة وخفة الحركة , ثم ذكر الكاتب أن هناك فروقات في التسميات بين السواحل والمناطق الداخلية العمانية , والسبب هو ؛ أن الفرس كانوا يسيطرون على جميع سواحل عمان ابتداءً من جنوب مسقط إلى أقصة الشمال , وأن العرب كانوا متواجدون في قلهات جنوباً , ولم يسمح العرب للفرس بالإستيطان في الداخل إلا اذا كانت هناك مصالح للعرب .

 وذكر أيضاً أن سياسة الإضطهاد والتضييق والتحقير على العرب أدى إلى عزم العرب لطرد الفرس من عمان وإعادة السيطرة على الطرق التجارية بعد الإحتكار الفارسي , وبعدها ذكر قول مالك لجيش العرب في سّلوت , وقال : ’’ يا معشر الأزد اعلموا معي فداكم أبي وأمي على هذه الفيلة واكتنفوها وأسنتكم‘‘. أي اكتنفوها بسيوفكم ورماحكم , فبدأوا بالهجوم على مقدمة الجيش الفارسي ورشقوا الفيلة بالرماح والسيوف والسهام , مما أدى إلى أضطراب الفيلة , فدهست الكثير من الجيش الفارسي وشردت الكثير , كما نقل رواية من أحد المسنين , أن العرب كانوا يضعون براقع للجمال لتخيف الفيلة وتذعرهم , بعدها , صاح المرزبان وأمر أتباعه بقتال العرب , فتفاقمت صليل السيوف واقتتلوا لمدة ثلاثة أيام , ثم قرر الفرس بمبارزة العرب , فتقدم الواحد تلو الواحد , حتى قتلوا 3 من أبرز فرسانهم لمبارزة مالك , حتى أتى الرابع ورأى ما صنع بأصحابه , فقرر الإنصراف , وكانت علامة النصر في وجه العرب , مما أثارت حمية وغضب الرزبان , فنادى مالكاً : ’’ أيها العربي أخرج إلي , إن كنت تحاول ملكاً فأينا ظفر بصاحبه كان له ما يحاول , ولا نعرض أصحابنا للهلاك , فخرج إليه مالك برباطة جأش وشدة قلب فتجولا بين الصفين ملياً , وقد قبض الجمعان أعنّة خيولهم , ينظرون ما يكون منهما . ثم إن المرزبان حمل على مالك حملة الأسد , فراغ عنه مالك , ثم ضربه مالك بسيفه على مفرق الرأس , فقد البيضة والدرع , وأبان رأسه عن جسده ‘‘. واقتتلوا من نصف النهار إلى العصر حتى انهزموا , فلما شعروا الفرس بالهزيمة , طلبوا من مالك الصلح ومهلة ليغادروا عمان ويعودون إلى بلاد فارس , فأعطاهم مالك ما طلبوا , مما يدل على شهامته ومروءته . بعدها تم تعريب الكثير من المدن الفارسية إلى أسماء عربية , فتم إستبدال مزون بعمان , وفي الخاتمة يذكر الكاتب أن قصة مالك بن فهم ترمز إلى حب العمانيون إلى الإستقلالية والاعتزاز بعروبتهم وسيادتهم , وهذه تعد أبرز سياسات عمان الخارجية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق