تلخيص كتاب مالك بن فهم الفراهيدي
هذا الكتاب كتبه خالد بن سليمان بن سالم الخروصي من سلطنة عمان وطبعته
وزارة التراث والثقافة العماني , فهذا الكتاب يجسد الإرث التاريخي الكبير لعمان
بشكل خاص والعرب بشكل عام , حيث أنه ذكر الأمم التي سكنت عمان سابقاً كالسومريون
(4000 ق.م) والكلدانيون والعاديون (قوم عاد الذين ذكروا في القرآن ) و الفينيقيون
و الآشوريون والبابليون والفرس والسبأيون والطسميون (العرب البائدة وهم العمالقة)
والقحطانيون والأخمينيين الفرس وأخيراً الأزد , ومالك بن فهم من الأزد , وهي قبيلة
تفرقت بعد إنهيار مأرب وإنتقلوا إلى السراة (الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة
واليمن جنوب شرق مكة المكرمة ) , ثم إنتقل مالك إلى عمان إثر خلاف مع بنو أخيه
بعدما قتلوا كلبة كانت تؤذيهم في نومهم وأغنامهم , فغضب إثر ذلك وإنتقل إلى عمان
, وكان سبب إختياره لعمان هو الدفاع عن أرض آبائه وأجدادة بعد الإحتلال الفارسي ,
وكان يخطط لطرد الفرس من عمان , فعد العتاد لطرد المرزبان (حارس الحدود الفارسي) ,
تم التعاون مع المهرة في منطقة شحر , ثم نزل إلى قلهات , والسبب في ذلك أن الفرس
لم تكن تحت سيطرتهم ويقول الكاتب ربما لأنه يريد المناصرة من القبائل الموجودة
هناك , ونظراً لمينائها الواسع التي تلفها الجبال , وبهذه الطريقة فهي كالحصن يصعب
على الغزاة مهاجمتها , فهي مشهورة جداً عند المؤرخين بدورها الملاحي الريادي ,
وبعدها تغلل مالك وجيشة إلى منطقة الجوف (إزكي ونزوى وإلى الحمراء وبهلا وجبل
الكور ونجد السحاماه والخازيم والمصلى وجنوب بسيا ومن الشمال الجبل الأخضر ),
فعسكر في الصحراء , وذكر الكاتب أن مالكاً كان داعياً إلى السلام بدليل أنه أرسل
إليهم رسالة سلام ليطلب منهم أن يفسحوا له في الملأ والكلأ ويقيم معهم , وهذا يدل
على أن الحرب هو خياره الأخير , ولكن الفرس إحتقروه وقالوا : ’’ ما نحب هذا
العربي ينزل معنا فيضيق علينا أرضنا وبلادنا , فلا حاجة لنا إلى قربه وجواره‘‘.
فكان الفرس على عادتهم يحتقرون العرب ولم يقيموا للدم ولا للمهاجر وزنا, وكان ردة فهل مالك عنيفة , حيث أنه هددهم بالحرب وسبي ذراريهم , ويؤكد الكاتب على فطنة وشجاعة مالك , فقرر التعسكر في الفلج ليتزود من مياهها , ومن الجدير بالذكر أن علماء التاريخ في جامعة السلطان قابوس وجدوا بعض القطع الفخارية , وفي الجبال من جهة الجنوب وجدوا صخرة مكتوب عليها ’’ من إبراهيم خليل الله , التقينا في هذا المكان سبعون فارساً لاهم من منح ولا من نزوى ‘‘ , ثم إنتقل إلى وبال (حالياً تسمى منال) ليمنع أي كماشة فارسية من الناحية الخلفية , فأصبح مالك يشد الهمم ويرفع العزم وقال : ’’ يا معشر الأزد , يا أهل القبائل والحفاظ , حاموا حاموا عن أحشامكم , وذبوا عن أبنائكم , وقاتلوا وناصحوا ملككم وسلطانكم , فإنكم إن انهزمتم تبعتكم العجم بجنودها فاختطفوكم واصطادوكم بين كل حجر ومدر , وثاروا على ملككم وسلطانكم , فوطنوا أنفسكم على الحرب وعليكم بالصبر والحفاظ , فإن هذا اليوم له ما بعده ‘‘ , فقرر المرزبان الفارسي أن يعسكر في جمّ ومعه 40 أو 30 ألف مقاتل ومعه الفيله بهدف ترهيب العرب وحمايتهم من نبل ورماح العرب , بينما العرب كانوا 6000 مقاتل فقط , ثم نزل إلى سّلوت (قريبة من نزوى) , وذكر الكاتب بعض الآثار التي اكتشفت فيه المنطقة وأهمية هذا الموقع عبر العصور , وعندما إلتقى جيش العرب والفرس في سّلوت , كانت الأعداد والأسلحة متباينة , فالفرس كانوا يستخدمون الفيلة والملابس الثقيلة , بينما العرب كانوا يستخدمون الخيول وكانت ملابسهم خفيفة , مما يؤدي إلى السرعة وخفة الحركة , ثم ذكر الكاتب أن هناك فروقات في التسميات بين السواحل والمناطق الداخلية العمانية , والسبب هو ؛ أن الفرس كانوا يسيطرون على جميع سواحل عمان ابتداءً من جنوب مسقط إلى أقصة الشمال , وأن العرب كانوا متواجدون في قلهات جنوباً , ولم يسمح العرب للفرس بالإستيطان في الداخل إلا اذا كانت هناك مصالح للعرب .
وذكر أيضاً أن سياسة الإضطهاد والتضييق والتحقير على العرب أدى إلى عزم العرب لطرد الفرس من عمان وإعادة السيطرة على الطرق التجارية بعد الإحتكار الفارسي , وبعدها ذكر قول مالك لجيش العرب في سّلوت , وقال : ’’ يا معشر الأزد اعلموا معي فداكم أبي وأمي على هذه الفيلة واكتنفوها وأسنتكم‘‘. أي اكتنفوها بسيوفكم ورماحكم , فبدأوا بالهجوم على مقدمة الجيش الفارسي ورشقوا الفيلة بالرماح والسيوف والسهام , مما أدى إلى أضطراب الفيلة , فدهست الكثير من الجيش الفارسي وشردت الكثير , كما نقل رواية من أحد المسنين , أن العرب كانوا يضعون براقع للجمال لتخيف الفيلة وتذعرهم , بعدها , صاح المرزبان وأمر أتباعه بقتال العرب , فتفاقمت صليل السيوف واقتتلوا لمدة ثلاثة أيام , ثم قرر الفرس بمبارزة العرب , فتقدم الواحد تلو الواحد , حتى قتلوا 3 من أبرز فرسانهم لمبارزة مالك , حتى أتى الرابع ورأى ما صنع بأصحابه , فقرر الإنصراف , وكانت علامة النصر في وجه العرب , مما أثارت حمية وغضب الرزبان , فنادى مالكاً : ’’ أيها العربي أخرج إلي , إن كنت تحاول ملكاً فأينا ظفر بصاحبه كان له ما يحاول , ولا نعرض أصحابنا للهلاك , فخرج إليه مالك برباطة جأش وشدة قلب فتجولا بين الصفين ملياً , وقد قبض الجمعان أعنّة خيولهم , ينظرون ما يكون منهما . ثم إن المرزبان حمل على مالك حملة الأسد , فراغ عنه مالك , ثم ضربه مالك بسيفه على مفرق الرأس , فقد البيضة والدرع , وأبان رأسه عن جسده ‘‘. واقتتلوا من نصف النهار إلى العصر حتى انهزموا , فلما شعروا الفرس بالهزيمة , طلبوا من مالك الصلح ومهلة ليغادروا عمان ويعودون إلى بلاد فارس , فأعطاهم مالك ما طلبوا , مما يدل على شهامته ومروءته . بعدها تم تعريب الكثير من المدن الفارسية إلى أسماء عربية , فتم إستبدال مزون بعمان , وفي الخاتمة يذكر الكاتب أن قصة مالك بن فهم ترمز إلى حب العمانيون إلى الإستقلالية والاعتزاز بعروبتهم وسيادتهم , وهذه تعد أبرز سياسات عمان الخارجية .
فكان الفرس على عادتهم يحتقرون العرب ولم يقيموا للدم ولا للمهاجر وزنا, وكان ردة فهل مالك عنيفة , حيث أنه هددهم بالحرب وسبي ذراريهم , ويؤكد الكاتب على فطنة وشجاعة مالك , فقرر التعسكر في الفلج ليتزود من مياهها , ومن الجدير بالذكر أن علماء التاريخ في جامعة السلطان قابوس وجدوا بعض القطع الفخارية , وفي الجبال من جهة الجنوب وجدوا صخرة مكتوب عليها ’’ من إبراهيم خليل الله , التقينا في هذا المكان سبعون فارساً لاهم من منح ولا من نزوى ‘‘ , ثم إنتقل إلى وبال (حالياً تسمى منال) ليمنع أي كماشة فارسية من الناحية الخلفية , فأصبح مالك يشد الهمم ويرفع العزم وقال : ’’ يا معشر الأزد , يا أهل القبائل والحفاظ , حاموا حاموا عن أحشامكم , وذبوا عن أبنائكم , وقاتلوا وناصحوا ملككم وسلطانكم , فإنكم إن انهزمتم تبعتكم العجم بجنودها فاختطفوكم واصطادوكم بين كل حجر ومدر , وثاروا على ملككم وسلطانكم , فوطنوا أنفسكم على الحرب وعليكم بالصبر والحفاظ , فإن هذا اليوم له ما بعده ‘‘ , فقرر المرزبان الفارسي أن يعسكر في جمّ ومعه 40 أو 30 ألف مقاتل ومعه الفيله بهدف ترهيب العرب وحمايتهم من نبل ورماح العرب , بينما العرب كانوا 6000 مقاتل فقط , ثم نزل إلى سّلوت (قريبة من نزوى) , وذكر الكاتب بعض الآثار التي اكتشفت فيه المنطقة وأهمية هذا الموقع عبر العصور , وعندما إلتقى جيش العرب والفرس في سّلوت , كانت الأعداد والأسلحة متباينة , فالفرس كانوا يستخدمون الفيلة والملابس الثقيلة , بينما العرب كانوا يستخدمون الخيول وكانت ملابسهم خفيفة , مما يؤدي إلى السرعة وخفة الحركة , ثم ذكر الكاتب أن هناك فروقات في التسميات بين السواحل والمناطق الداخلية العمانية , والسبب هو ؛ أن الفرس كانوا يسيطرون على جميع سواحل عمان ابتداءً من جنوب مسقط إلى أقصة الشمال , وأن العرب كانوا متواجدون في قلهات جنوباً , ولم يسمح العرب للفرس بالإستيطان في الداخل إلا اذا كانت هناك مصالح للعرب .
وذكر أيضاً أن سياسة الإضطهاد والتضييق والتحقير على العرب أدى إلى عزم العرب لطرد الفرس من عمان وإعادة السيطرة على الطرق التجارية بعد الإحتكار الفارسي , وبعدها ذكر قول مالك لجيش العرب في سّلوت , وقال : ’’ يا معشر الأزد اعلموا معي فداكم أبي وأمي على هذه الفيلة واكتنفوها وأسنتكم‘‘. أي اكتنفوها بسيوفكم ورماحكم , فبدأوا بالهجوم على مقدمة الجيش الفارسي ورشقوا الفيلة بالرماح والسيوف والسهام , مما أدى إلى أضطراب الفيلة , فدهست الكثير من الجيش الفارسي وشردت الكثير , كما نقل رواية من أحد المسنين , أن العرب كانوا يضعون براقع للجمال لتخيف الفيلة وتذعرهم , بعدها , صاح المرزبان وأمر أتباعه بقتال العرب , فتفاقمت صليل السيوف واقتتلوا لمدة ثلاثة أيام , ثم قرر الفرس بمبارزة العرب , فتقدم الواحد تلو الواحد , حتى قتلوا 3 من أبرز فرسانهم لمبارزة مالك , حتى أتى الرابع ورأى ما صنع بأصحابه , فقرر الإنصراف , وكانت علامة النصر في وجه العرب , مما أثارت حمية وغضب الرزبان , فنادى مالكاً : ’’ أيها العربي أخرج إلي , إن كنت تحاول ملكاً فأينا ظفر بصاحبه كان له ما يحاول , ولا نعرض أصحابنا للهلاك , فخرج إليه مالك برباطة جأش وشدة قلب فتجولا بين الصفين ملياً , وقد قبض الجمعان أعنّة خيولهم , ينظرون ما يكون منهما . ثم إن المرزبان حمل على مالك حملة الأسد , فراغ عنه مالك , ثم ضربه مالك بسيفه على مفرق الرأس , فقد البيضة والدرع , وأبان رأسه عن جسده ‘‘. واقتتلوا من نصف النهار إلى العصر حتى انهزموا , فلما شعروا الفرس بالهزيمة , طلبوا من مالك الصلح ومهلة ليغادروا عمان ويعودون إلى بلاد فارس , فأعطاهم مالك ما طلبوا , مما يدل على شهامته ومروءته . بعدها تم تعريب الكثير من المدن الفارسية إلى أسماء عربية , فتم إستبدال مزون بعمان , وفي الخاتمة يذكر الكاتب أن قصة مالك بن فهم ترمز إلى حب العمانيون إلى الإستقلالية والاعتزاز بعروبتهم وسيادتهم , وهذه تعد أبرز سياسات عمان الخارجية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق