الأميرة سالمة بنت سعيد بن سلطان
البوسعيدي أو ايميلي رويتي ( 1844-1924) , كانت آخر أميرة عمانية في زنجبار , وقد ألفت كتابها " مذكرات
أميرة عربية " في ألمانيا عام 1886 ,
ترعرعت في كنف أبيها سلطان مسقط وزنجبار , وأمها كانت شركسية , تزوجت
القبطان هنريك رويتي الألماني وأعتنقت الديانة المسيحية .
في هذا التلخيص سألخص من كتابها "
مذكرات أميرة عربية " كل ما يتعلق بحقوق المرأة والمظاهر الإجتماعية .
_
_
في كتابها كانت تفتخر كثيراً بطفولتها ,
وفي نفس الوقت كانت نادمة أشد الندم لخيانتها , فشعرت الأميرة سالمة أنها كانت
تستغل من الغرب لتمرير سياساتهم التوسعية الإستعمارية , فكلامها عن حقوق المرأة
المسلمة والغربية ودفاعها المستميت عن المرأة العربية يجعلني أفهم ندمها أكثر ,
فلم أشعر قيد أنملة من خلال كتاباتها على أنها من الديانة المسيحية , شعرت وكأن
الكاتب مسلم بلباس مسيحي غربي .
ذكرت في كتابها أن والدها عندما توفي ترك
75 زوجة من ملكات اليمين , ولكن الزوجة الرئيسية كانت واحدة , وهي عزة بنت سيف
البوسعيدي التي كانت عاقرة , فجميع إخوانها وأخواتها من الجواري , فتقول الأميرة
سالمة أن هذه الشيء كان إيجابياً وذلك بسبب تساوي جميع أبناء سعيد في الحقوق , فلا
يفرق بينهم الدم والعرق واللون .
_
_
أحبت سالمة بنت سعيد نمط العيش في زنجبار
نظراً لجمال طبيعتها الخلابة وأشجارها البراقة وعصافيرها الغرادة وأنهارها الجذابة
, فكانت تنتقل من بستان إلى بستان , والثمار من حولها في كل مكان , فكانت تعيش في
أحسن البلدان , فرسمت لنا أشكال القصور وأثاثها , و طبيعة أهل زنجبار الطيبة
وكرمهم .
وأما بخصوص رأي الأميرة سالمة في المرأة
بين الشرق الغرب , فكان الغربيون يسألونها هذا السؤال بشكل دائم " كيف تستطيع
النساء العيش في بلادكم دون شغل أو عمل ؟ " , فأجابت الأميرة : " السؤال
ليس بعد بالمستغرب من وجهه نظر أهل الشمال الذين لا يستطيعون تصور الحياة بلا عمل
, بالإضافة إلى أنهم باتوا مقتنعين بأن المرأة في الشرق لا تكلف نفسها طيلة النهار
تحريك أنملة , وإنما تقضي وقتها في خمول وعزلة وفراغ في بيت الحريم . وأضافت
الأميرة " أن الظروف الطبيعية تختلف في بعض بقاع العالم عن بعضها الآخر ,
وهذه الظروف هي التي تتحكم في تكوين آرائنا وعاداتنا وأساليب معيشتنا ومتطلبات
حياتنا " .
فهذه الظروف أجبرت الغربي على العمل أكثر
, بينما الشرقي لا يحتاج إلى بذل المزيد من العمل , وذلك لأسباب مناخية و ثقافية ,
فإنخفاض درجات الحرارة في الغرب زاد في متطلبات الحياة اليومية كاللباس الشتوي
والأطعمة , بينما الزنجباري لا يحتاج إلى الملابس الثقيلة والأكل الكثير , فالجو
معتدل والفاكهة في كل مكان والبحر مليئ بالأسماك , فالحياة بالنسبة للزنجباري أسهل
, بالإضافة إلى ثقافة القناعة والبساطة المنتشرة عند الزنجباريون بعكس الغربيون
الذين يحتاجون إلى الغرور والبحث عن المكانة الإجتماعية الرفيعة , فهي كالغريزة
التي تجعل الغربي يستمر في حياته والبحث عن كيانه , " فالقناعة كنز لا يفنى
" كما تقول الأميرة .
_
_
كما أن الأميرة إنتقدت الأفكار الخاطئة
عند الغرب في تصورهم عن المرأة الشرقية , فالغرب يظن أن المرأة الشرقية ليس لديها عمل
يومي , فالأدق أن المرأة الشرقية لا تعمل خارج إطار منزلها لعدم حاجتها إلى العمل
, فلا تحتاج إلى الرسم أو الرقص على المسرح أو الورود في الحفلات الليلية ( كما هو
الشائع عند الغربيات ) , فالمرأة الشرقية تستغل وسائل أخرى لقضاء أوقاتها لتحقق
سعادتها . فتقول الأميرة : " فنحن الجنوبيات سعيدات وراضيات بحياتنا , ولا
نعرف هذا اللهاث المسعور وراء المال والملذات , ولا نقره ولا نرضى به , ولا يهمنا
بعد ذلك أن تتهمنا المرأة الأوروبية بالتخلف والجمود " .
-
-
لذلك , ذكرت الأميرة إنخداعها بظواهر
الحياة الغربية منذ الوهلة الأولى , حتى زرات بعض العائلات الأوروبية وتكيفت معهم
, فكان السرور والفرح يغمر في وجوههم ظاهرياً , فظنت أن الحياة في أوروبا أقرب إلى
السعادة والهناء من بلدها الأصلي , ولكن سرعان ما أن إنكشفت الحقائق , وأن
الغربيون يبدون غير ما يظهرون , فهم في نفاق وتصنع زائف , ظاهره في الرحمة وباطنه
من قبله العذاب , فتقول الأميرة " فقد
تعرف على الكثير من الزيجات التي ظاهرها السعادة وباطنها شر أنواع العذاب . وقد
إنتهيت بي ملاحظتي المتكررة إلى أن نظام الزواج المسيحي لا يفوق النظام الإسلامي
في شيء , ولا يحقق بذاته سعادة أكثر .والحقيقة التي انتهيت إليها والتي لا شك فيها
أن السعادة العائلية والانسجام الزوجي لا علاقة لهما بنظم الزواج ولا بدين المرء
أو معتقده أو تقاليده , وإنما يعتمدان أولاً وأخيراً على مقدار تفهم كل من الزوجين
للآخر " .
ومن ثم , وجدت أن الأميرة إعترفت أن المرأة الغربية أكثر تحرراً من المرأة الشرقية , فالغربية تستطيع أن تواجه القضاء بينما العادات والتقاليد الشرقية تمنع ذلك , فالغربيات ينظرن إلى الشرقيات وكأنهن دمية ملفوفة . وفي المقابل , الأميرة تجد الغربية الأكثر تطرفاً من ناحية لباسها وزينتها ومبالغتها في الظهور في الحفلات والأسواق و إختلاطها بالرجال .
أما بالنسبة للعلاقات الزوجية , فإن الغرب
يظن أن الإنسان العربي يعامل زوجه باحتقار وازدراء , فتقول الأميرة " فديننا
الاسلامي يمنع ذلك منعاً باتاً , ويساوي بين الجنسين , واذا كان الدين قد منح
الرجال حقوقاً أكثر من النساء فإنه في الوقت نفسه أوجب عليهم حمايتهن ورعايتهن .
والمسلم يخاف الله ويرعى تعاليمه حتى آخر لحظة من حياته لأنه لا يؤمن بلقاء الله
بعد الممات , ويأمل بثوابه ورضاه في الآخرة أيضاً , ولهذا فهو أحرص من كثير من
الأوروبيين على رعاية نسائه وبناته طاعةً لله واحتراماً لأوامره " .
_____________
لتحميل الكتاب : http://www.mediafire.com/download/kn9rz7j5x7qtlj2/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9.pdf
_____________
لتحميل الكتاب : http://www.mediafire.com/download/kn9rz7j5x7qtlj2/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9.pdf