عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
طُوبى لمنْ شَغَلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ
أخرجه البَزّارُ بإسنَادٍ حَسن. ورواه أحمد والطبراني وابنُ حِبّان والحاكم
معنى طوبى لك : أصَبت خيرا وطِيبا
(من2/359 من تفسير النسفي)
معنى الحديث : قال أهل العلم : لاينبغي أن يكون الواحد منا مُتتبِعا لعورات أخيه (أي عيوبه ) بل ينبغي أن يُسامحه إن أساء إليه وإن أحسن إليه أن يُعامله بالاحسان .
المؤمِنُ يُهَذّبُ نَفسَهُ قَبلَ أن يَشتَغِلَ بالتّنقِيبِ عن عُيُوبِ غَيرِه
قالَ المنَاويُّ طُوبَى لمن شَغلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ فَلم يَشتَغِل بها ، فعَلى العَاقلِ أن يتَدبّرَ في عيُوبِ نَفسِه فإنْ وجَد بها عَيبًا اشتَغلَ بإصلاحِ عَيبِ نَفسِه فيَستَحِي مِن أن يَترُكَ نَفسَه ويَذُمَّ غَيرَه . والعُيوبُ مِنها ما يَتعَلّقُ بفِعلِ الشّخصِ باختِيارِه ومنهَا مَا لا يتَعلَّقُ باختِيارِه كالخِلْقَةِ الدّمِيمَةِ فلا يجوزُ ذَمُّهُ بها
معنى الحديث : قال أهل العلم : لاينبغي أن يكون الواحد منا مُتتبِعا لعورات أخيه (أي عيوبه ) بل ينبغي أن يُسامحه إن أساء إليه وإن أحسن إليه أن يُعامله بالاحسان .
المؤمِنُ يُهَذّبُ نَفسَهُ قَبلَ أن يَشتَغِلَ بالتّنقِيبِ عن عُيُوبِ غَيرِه
قالَ المنَاويُّ طُوبَى لمن شَغلَهُ عَيبُه عن عُيُوبِ النّاسِ فَلم يَشتَغِل بها ، فعَلى العَاقلِ أن يتَدبّرَ في عيُوبِ نَفسِه فإنْ وجَد بها عَيبًا اشتَغلَ بإصلاحِ عَيبِ نَفسِه فيَستَحِي مِن أن يَترُكَ نَفسَه ويَذُمَّ غَيرَه . والعُيوبُ مِنها ما يَتعَلّقُ بفِعلِ الشّخصِ باختِيارِه ومنهَا مَا لا يتَعلَّقُ باختِيارِه كالخِلْقَةِ الدّمِيمَةِ فلا يجوزُ ذَمُّهُ بها
قالَ
رَجُلٌ لِبَعضِ الحُكَماءِ يا قَبِيحَ الوَجهِ ، فقَالَ ما كانَ خَلْقُ وجْهِي
إليَّ فأُحَسّنَه.
وقالَ
البيهقيُّ ذُكِرَ رَجُلٌ عِندَ الرّبِيع بنِ خَيثَم فقَالَ: مَا أنَا عن نَفسِي
بِراضٍ فأَتفَرّغَ مِنها إلى ذَمّ غَيرِها ، إنّ العِبادَ خَافُوا اللهَ على
ذُنوبِ غَيرِهِم وأَمِنُوا على ذُنوبِ أَنفُسِهم .
وقالَ
حَكِيمٌ: لا أحسِبُ أحَدًا يتَفَرَّغُ لِعَيبِ النّاسِ إلا عن غَفلَةٍ غَفِلَها عن
نَفسِه ، ولَو اهتَمَّ لِعَيبِ نَفسِه ما تفَرّغَ لِعَيبِ أَحَدٍ
قال شمس الدين الذهبي:
رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي * فإني كثير العيوب غزير الذنوب
الوّيْل لي إن أنا لا أتوب * ووافضيحتي من علّام الغيوب
كلام الإمام
علي عليه السلام في النهي عن غيبة الناس
"
و إنّما ينبغى لأهل العصمة ، و المصنوع إليهم فى السّلامة ، أن يرحموا أهل الذّنوب
و المعصية ، و يكون الشّكر هو الغالب عليهم ، و الحاجز لهم عنهم فكيف بالغائب
الّذى غاب أخاه ، و عيّره ببلواه ؟ أما ذكر موضع ستر اللّه عليه من ذنوبه ممّا هو
أعظم من الذّنب الّذى غابه به و كيف يذمّه بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك
الذّنب بعينه فقد عصى اللّه فيما سواه ممّا هو أعظم منه . و ايم اللّه لئن لم يكن
عصاه فى الكبير و عصاه فى الصّغير لجراءته على عيب النّاس أكبر .
يا
عبد اللّه ، لا تعجل فى عيب أحد بذنبه فلعلّه مغفور له ، و لا تأمن على نفسك صغير
معصية فلعلّك معذّب عليه ، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ،
و
ليكن الشّكر شاغلا له على معافاته ممّا ابتلى به غيره . أقول : اهل العصمة : هم
الّذين أعانهم اللّه على قهر نفوسهم الامّارة فملكوها .
و
المصنوع اليهم اى : من اصطنع اللّه عنده نعمة السلامة من الذنوب ، و رحمتهم لأهل
الذنوب : تظهر فى كفّهم عن عيبهم ، و اعانتهم على الخروج منها بصالح القول . و
قوله :
فكيف
بالعائب أي : اذا كان اهل السلامة فينبغى لهم ان يرحموا اهل الذنوب و يشتغلوا بشكر
اللّه عن عيبهم ، فكيف يليق العيب من غيرهم من الناس ، و اراد بما هو اعظم عيبه
لأخيه لانّ الغيبة من الكبائر ، و جعلها اكبر مبالغة او بالنسبة الى بعض الكبائر .
"